قالت الفنانة منى زكي، إنّ فيلمها الأخير “رحلة 404” واجه مصيراً مجهولاً لمدة 11 عاماً، “بسبب انشغالي والمخرج هاني خليفة بمشاريع فنية أخرى طيلة هذه الفترة، فضلاً عن عدم حماس المنتجين لتنفيذ الفيلم، إذ كان لديهم تخوفاً كبيراً من تقديمه، رغم إعجابهم الشديد بالموضوع، وذلك لاعتقادهم أنه عملاً ليس جماهيرياً وسيغضب المُشاهدين”.
وجاء ذلك خلال حديثها في ندوة تكريمها بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الرابعة، والمُقامة حالياً حتى يوم 14 ديسمبر الجاري، والتي أدارها الناقد والصحفي السعودي أحمد العياد.
وأضافت منى زكي، أنّ “الفيلم ظل عالقاً إلى أن قرر المنتج محمد حفظي تبني المشروع، وكان بالنسبة لنا طوق نجاة حقيقي، كونه الوحيد الذي تحمس لاستكمال الحلم القديم”.
وحول النجاح الذي حققه الفيلم في دور العرض داخل وخارج مصر، وفوزه بعدد من الجوائز، قالت: “الفيلم به حالة فلسفية ومليء بالحوار الداخلي بين الشخصية والله تعالى، وأعتقد أن الجميع يعيش هذه الحالة بين ذاته وربه، لذلك الجمهور تفاعل مع الأحداث بشكلٍ حقيقي، وهو الأمر الذي انعكس على شباك التذاكر وحجم الإيرادات”.
هاني خليفة
وأشادت منى زكي، بتعاونها مع المخرج هاني خليفة، في هذا العمل بعد تجربتهما السينمائية عام 2003، في فيلم “سهر الليالي”، والذي يعد محطة فارقة في رحلتها الفنية، قائلة: “مخرج مميز بدرجة كبيرة، ويحب الممثل الذي يعمل معه جداً، وهذا أبرز ما يميزه بالنسبة لي، خصوصاً طريقته مع الممثلين، وقدرته على خلق شخصية جديدة من وجدان الممثل، وأن يكون الأداء واقعي وطبيعي دون أي افتعال”.
وأشارت إلى أن “هاني خليفة يفهم جيداً في النصوص السينمائية، ويخلق منها مشاعر وأحاسيس، ففي فترة تصوير (سهر الليالي) كنا في سنٍ صغير، لكنه كان مهتماً للغاية بالتمثيل والمشاعر، ويساعد الممثل، لدرجة أن يبكي أحياناً وراء الكاميرا، فهو مخرج حساس جداً، كما كان يمنح الفرصة للممثل بالتجريب أكثر من مرة في تقديم المشهد”.
وتابعت “الأمر اختلف تماماً في (رحلة 404)، وذلك نظراً للخبرات الكبيرة التي اكتسبها على مدار العقدين الماضيين، فلم يسمح لنا بالتجريب، ويتمسك بتقديم الأداء الذي يتخيله فقط، فهو كان مدركاً لكل شيء يريده من الممثل على مستوى التمثيل والأداء والمشاعر”.
مدارس إخراجية
وتحدثت منى زكي، خلال ندوة عن أبرز المخرجين التي تعاونت معهم على مدار رحلتها الفنية الممتدة منذ أكثر من 25 عاماً، فقد كانت بدايتها السينمائية مع المخرج أشرف فهمي، في فيلم “القتل اللذيذ” مع الثلاثي ميرفت أمين، وإلهام شاهين وسمير صبري.
وكشفت كواليس تجربة التجربة، بقولها: “كنت صغيرة وقتها، ولديّ رهبة شديدة تجاه المخرج، كونه شديد العصبية، فلم أرغب في مواجهته داخل اللوكيشن، وكانت هناك حالة قلق نوعاً ما.
أما المخرج شريف عرفة، واصفة إياه، بقولها: “احترافي وملتزم جداً في مواعيده بالظبط، ويعمل في اللوكيشن لمدة 12 ساعة فقط، فهناك أجواء تنظيم وترتيب في المكان”.
وأشارت إلى تعاونها مع المخرج يسري نصر الله في فيلم “احكي يا شهر زاد”، قائلة: “وقتها كنت في الثلاثين من عمري تقريباً، ولدىّ رغبة داخلية بالتوقف عن تقديم دور الطفلة أو الفتاة الصغيرة الرقيقة، لاقتناعي بأن كل مرحلة عمرية لها ما يناسبها من أدوار معينة، وأتذكر وقتها أنه كانت هناك رهبة أيضاً تجاه المخرج”.
واستكملت “الفيلم كان نقطة تحول كبيرة بالنسبة لي، والكاتب وحيد حامد أشاد بي وقتها، وقال لي: (يا منى أنتِ كبرتي وبتعرفي تتكلمي كويس، وهتعرفي تدافعي عن أي مشروع قدمتيه وبتحبيه)، وهذه الكلمة لازالت عالقة في ذهني حتى الآن، واستفدت منها كثيراً، وأطبقها في انتقاء العروض الفنية، وأختار المشروع الذي أنجذب له مهما كانت فكرته مختلفة”.
وأبدت افتقادها الشديد لأعمال المخرج محمد ياسين، التي سبق وتعاونت معه في فيلم “دم الغزال” ومسلسل “أفراح القبة”، قائلة: “صاحب خبرات فنية ضخمة، ويهتم بأدق التفاصيل، ويدرك جيداً ما يريده من المشروع الذي يعمل عليه، ولديه طريقة خاصة، ويستطيع عمل خطة لكل شخصية داخل العمل، حتى لو لم يكن لديه السيناريو كاملاً، فهو مخرج عظيم، وأتمنى أن يعود مجدداً بعمل جديد”.
وأكدت أن “العنصر المشترك بين كل المخرجين الذين تعاونه معهم، هو الشغف والالتزام، وأعتقد أن هذا الأمر هو سبب نجاح أي مشروع”.
مدرب تمثيل
وكشفت منى زكي، أسباب حرصها منذ سنوات طويلة، على التعاون مع مدربين تمثيل والتعلم طوال الوقت، موضحة أن الأمر بدأ معها قبل سنوات خلال زيارتها إلى أميركا، وقررت وقتها الاشتراك في ورش تمثيل من وقتٍ لآخر، مما يساعدها على اكتساب المزيد من الخبرات واكتشاف مناطق جديدة في التمثيل.
وقالت إنها قررت التعاون مع مدربين تمثيل في مصر، بدلاً من السفر إلى أميركا خصيصاً لهذا السبب من وقت لآخر، مؤكدة أنها تطرح الأمر على المخرج التي تعمل معه، قبل الاشتراك مع مدرب تمثيل، “المخرج له الحق الكامل في المعرفة، ويأذن لي من عدمه، وحقه أن يتناقش معي في الأمر، ويطرح مفهومه وإحساسه تجاه الشخصية، حتى نعمل في النهاية على نفس الفكر والطريقة الذي يريدها”.
وتابعت “إذا رفض المخرج، رغبتي في الاستعانة بمدرب تمثيل، أستجيب له فوراً، واضطر وقتها لمذاكرة الشخصية مع نفسي، لكن عموماً لم أقابل حالة الرفض حتى الآن”، مشددة على أهمية التعاون مع مدربين تمثيل، “أحب أتعلم طرق مختلفة، في دراسة الشخصية، واستحضار تاريخها، والتركيز على أدق التفاصيل، وغيره، الأمر الذي يساعدني في تقديمها بشكلٍ احترافي وواقعي”.
فيلم “حليم”
واستعادت منى زكي، كواليس أبرز أعمالها الفنية، لاسيما المشاريع التي تعاونت فيها مع الفنان الراحل أحمد زكي، بداية من فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”، حيث تعرضت لحادث بعد يومين فقط من تلقيها عرضاً بالمشاركة في الفيلم، وأصيبت بكسور في الظهر، وظلت في المنزل لمدة 8 شهور كاملة.
وأردفت: “كان أظن أنه سيتم استبعادي من الفيلم، نظراً لإصابتي، لكني فوجئت باتصال من الكاتب وحيد حامد بعد 8 شهور تقريباً، ويبلغني بأن فريق العمل لازال في انتظاري لحين إتمام الشفاء، وأنا لم أتخيل ذلك بالطبع، وتعجبت من كم الأخلاق والعطاء والحب من صُنّاع هذا الفيلم”.
ولفتت إلى تجربتها مع أحمد زكي في فيلم “حليم”، قائلة: “سألتهم وقتها لماذا وقع الاختيار عليّا تحديداً في ذلك الدور، وأجابني أحمد زكي، وقال لي: (أنتِ عملتي دور ابنتي مرة، وظهرتي في دور زوجتي مرة أخرى، وأرغب في أن نُظهر علاقتنا الحقيقة للجمهور، بأنني نجم كبير وأنتي معجبة بي)، وشعرت فعلاً أن هذه علاقتنا الحقيقية”.
ورأت أن تجربة فيلم “حليم”، كانت قاسية جداً، نظراً لتدهور الحالة الصحية للفنان أحمد زكي آنذاك، وسيطرة المرض عليه، قائلة: “المرض وحش جداً، كان يتمنى أن يموت أمام الكاميرا”.
ولفتت إلى حبها الشديد أيضاً للفنانة سعاد حسني، واصفة إياها بـ”الأيقونة والأسطورة”، لافتة إلى أنها طلبت من إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ترميم فيلم “شفيقة ومتولي” وعرضه ضمن برنامج الأفلام المرممة، “كان لدىّ إحساساً داخلياً بأن تلك الخطوة، ستكون بمثابة تكريم للثلاثي سعاد حسني، وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز، وأن تكون هناك فرصة للجمهور أن يشاهد الفيلم في نسخة مرممة.
ورفضت منى زكي، الحديث عن فيلمها المرتقب “الست” إخراج مروان حامد، والتي تجسد فيه شخصية أم كلثوم، حيث انتهت من تصويره مؤخراً، قائلة: “غير مسموح لي الحديث عن الفيلم في الوقت الراهن، خصوصاً وأنني لست الوحيدة في هذا المشروع”.