يواصل متحف نبيل درويش للخزف استقبال طلاب الفن والإعلام إلى جانب زوار آخرين، حيث تعيش أُسرة الفنان الراحل في المكان تحسبا لتنفيذ قرار إزالة المتحف في إطار مشروع تطوير الطرق لتصل بالطريق الدائري في الجيزة بمصر.

وقال خالد درويش، نجل الفنان الراحل، إن الأسرة على اتصال بوزارة النقل لاستكشاف حلول بديلة للحفاظ على المتحف كما هو في مكانه، مشددا على صعوبة إعادة إنشاء مساحة من هذا النوع في مكان آخر.

وأضاف لتلفزيون رويترز “بنحاول إن إحنا يبقى فيه خطاب ما بينا وبين وزارة الطرق، إن إحنا نحاول نشوف طرق بديلة بحيث إن المكان يفضل قائم. لأن المكان صعب جدا إن إحنا نبني مكان تاني بالشكل ده”.

ويقع متحف نبيل درويش للخزف قرب منزل الفنان الراحل حيث ما زالت تقيم عائلته، مع حديقة كبيرة أقامها درويش على مساحة 1000 متر مربع على طول طريق سقارة السياحي. وافتتح المتحف لأول مرة عام 1983 ويضم ما يقرب من 3500 قطعة من الأعمال الفنية بما في ذلك لوحات وأعمال خزفية وممتلكات شخصية فريدة للفنان الراحل.

وقال وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية لرويترز إن وزارة الثقافة المصرية تقوم بدور الوسيط بين أسرة الفنان الراحل ووزارة النقل في محاولة لإيجاد بدائل من شأنها تجنب إزالة المتحف. ومع ذلك، فشلت الجهود في توفير بديل قابل للتطبيق لإعادة توجيه التطوير أو تجنب إزالة المتحف.

ووصلت القضية مكتب رئيس الوزراء المصري الذي وعد بتخصيص موقع للمتحف في تلال الفسطاط. وأضاف قانوش أن الخطة تتضمن إهداء المجموعة إلى وزارة الثقافة التي ستعرض الأعمال مؤقتا حتى يتم إنشاء موقع بديل مناسب.

وأعرب خالد درويش عن مخاوفه من عدم وجود موقع جاهز لوزارة الثقافة، الأمر الذي دفع الأسرة إلى رفض عرض الوزارة بنقل القطع بسبب مخاوف على سلامتها. وبدلا من ذلك، قررت الأسرة التعامل مع وزارة النقل بنفسها حتى تتمكن الوزارة من الانتهاء من الترتيبات الخاصة بموقع جديد.

وقال “للأسف مفيش عند وزارة الثقافة مكان زي ده، مفيش حاجة جاهزة إنه يتحط فيها مكان زي كده. وزارة الثقافة عرضت علينا إنها تاخد الأعمال وتتحط في مخزن مؤقتا لغاية ما نشوف مكان، فأنا رفضت ده طبعا. أنا خفت على الحاجة، أنا هاخد الحاجة أحطها في مخزن لغاية أما يبقى فيه مكان؟. خفت جدا ع الحاجة، الحاجة ممكن تتكسر. طيب أشيلها أنا بمعرفتي، طريقتي، لغاية أما وزارة الثقافة تكون جاهزة”.

وفيما يتعلق بالتعويض، أوضح خالد أن الأسرة لم تناقش الأمر بعد، حيث أن أولويتها هي الحفاظ على المتحف. ومع ذلك، إذا وصلت المسألة إلى هذه النقطة، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم التعامل مع المتحف كمرفق خاص أو كمؤسسة ثقافية.

وقال “يعني إحنا لغاية دلوقتي أنا متكلمتش في حتة التعويض لأن أنا مش عايز أروحلها، أنا بأحاول إن أنا أحافظ ع المكان. ولكن لو وصلنا لها أنا معرفش الحقيقة الإجراءات إيه ولا إيه التفاصيل المفروض اللي تحصل في مواضيع التعويضات، ولكن التعويضات هنا هي الطبيعية زيها زي أي مبنى تاني، إن هم هيعتبروا إن ده مش متحف، هيعتبروا ده منشأة”.

وأضاف “مش هو ده الهدف بتاعنا تعويضات، تعويض إيه؟. ما أنا ممكن من زمان كنت آخد الحاجة وأنقل بس هي إحنا بنحافظ ع المكان عشان هو نُشئ هنا وعمل المكان ده بإيده ليه طعم تاني، مهما حطينا القطع والحاجات الخزفية في أماكن تانية مش هتدي نفس الطعم ونفس الإحساس اللي هو عاش فيه، المكان اللي هو عاش فيه”.

وقوبل قرار الإزالة بمعارضة من نقابة الفنانين التشكيليين التي أعلنت تضامنها الكامل مع الأسرة.

وقالت دعاء محمد علي، وهي مصرية زارت المتحف، “والله لسه بقول لواحدة صاحبتي هنا في الجروب، باقولها أنا اتأثرت جدا ودلوقتي زعلانة أكتر من الأول، من قبل ماكنت أدخله وأسمع شوية الشرح البساط الروعة ده اللي أثر فيَ أكتر، فتأثرت أكتر من قرار الإزالة ده، فعلا اتأثرت جدا”.