أعلنت شركة غوغل، أمس الخميس، عن مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي، والتي تُعدّ أكبر مبادرة لها في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تهدف من خلالها إلى توفير المهارات الأساسية في المجال، وتمويل الأبحاث ذات الصلة، وطرح منتجات جديدة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي تفيد الجميع.

كما تعتزم (Google.org) الذراع الخيرية للشركة، تقديم إجمالي قدره 15 مليون دولار أميركي بين هذا العام ونهاية عام 2027 لضمان استفادة الجميع من إمكانات الذكاء الاصطناعي.

وقد جاء إعلان هذه المبادرة خلال فعالية (AI Connect) التي أقيمت في متحف الاتحاد في دبي، بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل من بُعد، ومئات الممثلين الحكوميين والمطورين ورواد الأعمال. وتأتي هذه المبادرة تماشيًا مع رؤية الإمارات في أن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ما أهداف هذه المبادرة؟

تركز مبادرة غوغل على عدة محاور رئيسية، تشمل:

1- بناء القدرات

ستعمل غوغل على تدريب 500 ألف شخص على المهارات الأساسية للذكاء الاصطناعي، مما سيمكنهم من المشاركة في الاقتصاد الرقمي المتنامي.

2- دعم الأبحاث

ستقوم غوغل بتمويل الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة.

3- توفير المنتجات

ستعمل غوغل على تطوير منتجات وخدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المستخدمين في المنطقة.

4- بناء البنية التحتية

ستساهم غوغل في بناء البنية التحتية اللازمة لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في المنطقة.

ولتحقيق أهداف هذه المبادرة، ستخصص غوغل مبلغًا قدره 15 مليون دولار أميركي على مدى السنوات القادمة. كما ستتعاون مع الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات الناشئة في المنطقة لضمان نجاح هذه المبادرة.

وتأتي مبادرة فرص الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تماشيًا مع التزام غوغل المستمر تجاه المنطقة، قد دربت الشركة منذ عام 2018 نحو ثلاثة ملايين شخص على المهارات الرقمية الأساسية، وتهدف من خلال هذه المبادرة الجديدة إلى تمكين 500,000 شخص في أول سنتين بالمهارات الضرورية لاستخدام الذكاء الاصطناعي والنجاح في العصر الرقمي.

التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

تشير الأبحاث الأخيرة إلى ضرورة تسريع زيادة الوعي بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لمساعدة المجتمعات على المنافسة في بيئات العمل والاقتصادات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لتقرير (Economist Impact) يُقدر وصول التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 320 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.

وسيتم بناء المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي على النحو التالي:

1- منهج تعليمي جديد باللغة العربية حول الذكاء الاصطناعي

ستطلق غوغل منهجًا تدريبيًا جديدًا باللغة العربية حول الذكاء الاصطناعي ضمن برنامج (مهارات من Google)، ومنصة Coursera لتزويد الأفراد بالمهارات الأساسية في المجال، مثل هندسة التلقين.

2- دعم المجتمعات التي لا تصلها الخدمات

ستقدم (Google.org) منحةً لـ (Village Capital) إحدى المنظمات العالمية التي تُعنى بدعم الشركات الناشئة المؤثِّرة، بهدف مساعدة المجتمعات التي لا تصلها الخدمات الكافية وتزويدها بالمهارات اللازمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يشمل النساء والشباب والمجتمعات الريفية في كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسعودية والعراق وفلسطين وقطر ولبنان ومصر والمغرب.

3- تعزيز آلية تعليم الذكاء الاصطناعي المسؤول

لقد أصبح برنامج (Experience AI) – الذي أنشأته مؤسسة (Raspberry Pi)، وهي منظمة عالمية تؤسس الأجيال الجديدة على المهارات الحاسوبية، بالتعاون مع (Google DeepMind) – متوفرًا الآن باللغة العربية.

وستقدم (Google.org) منحة لـ(Raspberry Pi) لتدريب المعلمين والمعلمات على هذا البرنامج التعليمي كي يتمكّنوا من تزويد الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عامًا في المنطقة بمهارات الأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، وستقدم مؤسسات محلية عدّة، منها Amideast، هذا التدريب بدايةً في الإمارات والسعودية.

تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنبئي - البوابة التقنية
تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي التوليدي والتنبئي – البوابة التقنية

4-أبحاث وحلول الذكاء الاصطناعي

صندوق دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي: سيدعم الصندوق الجديد باحثين من جامعات محلية في المنطقة، ممن يركزون في حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية وتغيّر المناخ والتعليم وغيرها.

5- الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية

ستقدم (Google.org) منحةً لـ startAD، وهي منصة لتسريع الشركات الناشئة تتخذ من جامعة نيويورك أبوظبي مقرًا لها، بهدف تحديد وتطوير تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي تساعد في توفير الرعاية الصحية للفئات الضعيفة في السعودية والإمارات العربية المتحدة، بما يشمل: كبار السن والشباب الأقل حظًا والأفراد من ذوي الدخل المحدود.

الاستثمار في البنية التحتية

وتؤكد غوغل التزامها المستمر بالاستثمار في البنية التحتية السحابية في المنطقة لتلبية احتياجات العملاء من خلال مناطق سحابية في كل من السعودية وقطر والكويت.

وقد أعلنت أمس شراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي؛ لتوسعة المنطقة السحابية الحالية في منطقة الدمّام عبر إطلاق مركز عالمي جديد للذكاء الاصطناعي لدعم الشركاء العالميين.

كما ستتضمن الشراكة دعمًا للأبحاث المتعلقة بالنماذج اللغوية العربية، وستوفر برامج تدريبية للمهارات الرقمية لتطوير قدرات الكفاءات الشبابية، والاستفادة من فرص النمو والتطور عبر اعتماد الحلول السحابية.

ويشير بحثٌ أعدّته وكالة الأبحاث (Public First) إلى أن منتجات غوغل، ومنها: بحث غوغل، ومتجر غوغل بلاي، وخرائط غوغل، ويوتيوب وإعلانات غوغل، قد ساهمت بدفع عجلة النشاط الاقتصادي في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بنحو 12.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2023، ومن المتوقع المساهمة بنحو 14.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024.

وقد أكدت روث بورات، الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار والشؤون المالية في ألفابت وغوغل في كلمة خلال الفعالية، أن استثمارات غوغل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ساهمت في مساعدة الأفراد والشركات في اكتساب المهارات، والتمكن من الاستفادة من الفرص الرقمية.