يمكن أن يقضي الذكاء الاصطناعي على ملايين الوظائف أو توفيرها في العقد القادم، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، ولكن للتعامل مع هذا التغيير – وربما حتى متطلبات الوظائف الجديدة – قال رجل الأعمال والمستثمر الملياردير، مارك كوبان، إنك ستحتاج إلى التحلي بالفضول والمرونة والقدرة على التكيف.

وقال كوبان: “يمكنني التظاهر بأنني سأكون قادراً على التنبؤ إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي وتأثيره الدقيق على سوق العمل، لكنني ربما أكون خاطئاً، لا أعرف، ولكنني متأكداً من أنني سأكون منتبهاً وحريصا على أن أكون فضولي ومرناً وقادراً على التكيف”، وفقاً لما نقلته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.

وأوضح كوبان أن القدرة على التكيف هي مهارة ناعمة “مطلوبة بشكل متزايد” عبر مجموعة واسعة من الوظائف، وفقاً لتقرير صادر عن ” LinkedIn” في فبراير 2024.

وجدت “LinkedIn” أن الحاجة إلى موظفين مرنين وقادرين على الصمود في مكان العمل هي النتيجة المباشرة للتغييرات التي طرأت على القوى العاملة بعد الجائحة مثل ظهور الذكاء الاصطناعي، والتبني الواسع النطاق للعمل عن بُعد والعمل الهجين، فضلاً عن خمسة أجيال، كل منه له أنماط اتصال مختلفة ومصطلحات مكان العمل، يعملون الآن معاً.

وقال كبير مسؤولي الفرص الاقتصادية في” LinkedIn”، أنيش رامان، إن أصحاب العمل يريدون توظيف أشخاص يمكنهم التكيف بسرعة مع هذه التغييرات المستمرة. وأشار في التقرير إلى أن القدرة على التكيف هي أفضل طريقة للحصول على وظيفة الآن.

ومع ذلك، قال الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، جوزيف فولر، مؤخراً لـ”CNBC”، بأن مهارة التكيف قد تكون نادرة، إذ يخشى الناس تجربة أشياء جديدة والفشل. لكن يجب الوضع في الاعتبار أنه لا يمكنك النمو دون تجاوز منطقة الراحة الخاصة بك.

وأضاف كوبان أن الشخص سيجني دائماً ثمار صقل هذه المهارات الثلاث الناعمة – الفضول والمرونة والقدرة على التكيف- خلال مسيرته المهنية، موضحاً أن المهارات التي تحتاجها للحصول على وظيفة اليوم، بعد 10 سنوات، أو 100 عام من الآن، هي نفسها دائماً.

بينما، قالت أستاذة في كلية “ثندربيرد” للإدارة العالمية بجامعة ولاية أريزونا، باربرا بيتشيروت، إن إحدى الطرق البسيطة لبناء فضولك هي استكشاف موضوع غير مألوف لك. وأضافت أن تعزيز مهارات الفضول لديك سيساعدك على التوصل إلى حلول أقوى لمشاكل العمل بشكل أسرع.

من ناحية أخرى، تتعلق المرونة باستيعاب المعلومات الجديدة بسرعة وتطبيقها بشكل فعال. وتنصح بيتشيروت بتتبع أنشطتك اليومية والوقت الذي تقضيه في كل مهمة لمعرفة أين يمكنك تحسين روتينك.

وقالت: “ربما تضيع الوقت في استعادة المعلومات لأنك لا تدون ملاحظات شاملة في الاجتماعات، أو ربما تفقد الإنتاجية في فترة ما بعد الظهر لأنك تفرط في جدولة صباحك، وإدراك ذلك يساعدك على التحسن وإجراء التغييرات”.