يشعر المخرج السينمائي هاني أبو أسعد بخيبة أمل كبيرة من الغرب خاصة بعد حرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام ويتطلع إلى تأسيس “بريكس سينمائي” مشابه لمجموعة بريكس الاقتصادية التي أسستها روسيا.
وقال المخرج المولود في مدينة الناصرة ويحمل الجنسية الهولندية في جلسة حوارية مع جمهور مهرجان الجونة السينمائي أمس السبت “عندي خيبة أمل كبيرة من الغرب، ليس فقط بسبب حرب غزة، لأن هذا الشعور تولد لدي قبل اندلاع الحرب، لكن الحرب الأخيرة أثبتت للكل وليس لي فقط أنه سقط القناع عن القناع” في إشارة لقصيدة شهيرة للشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وأضاف أن ما يحدث على الأرض يلقي بظلاله على صناعة السينما حيث “يطلب النظام الغربي المهيمن على صناعة السينما عالميا من صناع الأفلام كل شهر التنازل عن جزء من مبادئهم، فإما أن يصنعوا أفلاما للتسلية فقط لإلهاء الشعوب عن قضاياها الأساسية أو أفلاما عن قضايا ثانوية غير مهمة”.
وتابع قائلا “أنا شخصيا منذ أربع سنوات غير قادر على صنع عمل جديد، والأسباب كلها سياسية. جمعتني تجربة مع منصة نتفليكس التي تعاقدت معي على مسلسل من ست حلقات عن مملكة خيالية يدور داخلها صراع حول المستقبل. وبعد بدء التحضيرات، طلبوا تعديل الفكرة واستبعاد أي شيء سياسي ليصبح الصراع بالمملكة صراعا اجتماعيا لكني رفضت وألغي المشروع”.
ويعد أبو أسعد من أبرز المخرجين الفلسطينيين الذين استطاعوا الدخول إلى هوليوود والعمل مع كبار الفنانين أمثال كيت وينسلت وإدريس ألبا. ونال فيلمه (الجنة الآن) جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي عام 2006 كما ترشح فيلمه (عمر) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2014.
وقال أبو أسعد “السينمائيون حاليا أمام اختيارين في ظل النظام الغربي المهيمن، إما أن يقبلوا بهذه التنازلات لمواصلة تقديم أعمالهم على الشاشة أو تشكيل تكتلات جديدة بعيدة عن الهيمنة الغربية على الأسواق والأفكار.. أعتقد أننا نحتاج إلى سوق بديل مثل بريكس لكن بريكس سينمائي”.
وأضاف “أقف اليوم أمام طريقين، إما أن أصنع أعمالا ترفيهية لاستمر في المجال ثم استفيد من التمويل الذي سأحصل عليه في إنتاج مشاريع أخرى اؤمن بها أو أصنع أفلاما توزع على نطاق أقل انتشارا وأنتظر لحين تغير الأوضاع.. حقيقة أنا متخبط”.
الجلسة الحوارية مع أبو أسعد جاءت ضمن منتدى (سيني جونة) الذي يستضيف مجموعة من صناع ونجوم السينما للحديث عن تجاربهم المهنية وأعمالهم الفنية ومن بينهم المنتجة والممثلة المصرية إسعاد يونس والممثلة التونسية هند صبري.