تتسارع وتيرة أعمال إنشاء “نفق الحرير” المغمور تحت خور عبدالله في محافظة البصرة، فيما تؤكد السلطات أن النفق الأول من نوعه في الشرق الأوسط سيمثل حلقة الوصل بين ميناء الفاو الكبير بالطريق الدولي السريع.
ويهدف مشروع إنشاء “نفق الحرير” المغمور تحت الماء ضمن مشروع ميناء الفاوِ الكبير، إلى تنشيط حركة النقل والتجارة القادمة من دول العالم من خلال ربط الميناء بالطريق الدولي عبر مروره أسفل قناة الزبير الملاحية بعمق بحري يصل الى 18 متراً وبطول يتجاوز 2000 متر.
يقول حسن كاظم، مدير المشروع، لمراسل UTV، إن “مشروع النفق المغمور في المرحلة الأولى من مراحل الإنشاء المتمثلة بتصنيع حوض النفق”، مبيناً أن “النفق عبارة عن حلقة واصلة للطريق الرابط بين ميناء الفاو وطريق ام قصر بطول 2250 متراً وبعمق 18 متراً”.
وتجاوزت نسبة إنجاز الحفر حتى الآن أكثر من 60%، فيما من المقرر أن تنتهي أعمال الحفر نهاية هذا العام ليتم بعدها تدشين النفق عام 2025 بكلفة تبلغ 600 مليون دولار.
يتحدث علي جبار، مهندس المشرع، لـUTV، قائلاً: “هذا المشروع حلم كل العراقيين ونطمح أن يكتمل بأقرب وقت”، مضيفاً “نعمل على إنجاز المشروع كي يوفر فرص عمل للعراقيين بوصفه من المشاريع الكبرى في منطقة الشرق الأوسط”.
وبحسب خطط مديرة الموانئ العراقية فإن النفق البحري مخصص لمرور شحنات نقل البضائع وهو مصمم بثلاثة مسارات تمثل الجزء الأهم من القناة الجافة التي ستربط قارة آسيا بأوروبا عبر بحر العراق وبره.
ويوضح فرحان الفرطوسي، المدير العام لشركة الموانئ العراقية، لمراسل UTV، قائلاً: “هذا النفق تحديدا سيكون لنقل الشاحنات فقط وليس للقطارات”، مبيناً أن “عرض النفق يستوعب سير ثلاث شاحنات بالتوازي”.
ويضيف الفرطوسي، إن “ميناء الفاو وجد لربط الشرق بالغرب عبر القناة الجافة وبالتالي فإن هذا النفق يمثل الجزء المهم من القناة الجافة”، مشيراً إلى أن “النفق سيمثل حلقة الربط بين ضفتي قناة خور الزبير”.
وتبرر شركة الموانئ اختيارها لتصاميم النفق تحت البحرِ بدلاً من طريق البر نحو البصرة بأن الملاحة سالكة وآمنة في قناة خور الزبيرِ، التي يقع عليها ميناء نفطي يحمل الاسم ذاته، سيما وأن النفق سيربط موانئ أم قصر بخور الزبير كذلك.
ويأمل المهتمون بمشروع “نفق الحرير”، وهو أول نفق في العراق لمرور الشاحنات تحت الماء، بأن يمهد الطريق لتكامل اقتصادي إقليمي وتقارب دولي قائم على العلاقات الاقتصادية، سيما مع دول آسيا التي تسعى لتسويق سلعها في أوروبا عبر ميناء الفاو.