قال مصدران في لبنان لرويترز إن المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين سيجري محادثات مع مسؤولين لبنانيين في بيروت اليوم الاثنين حول شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله، وذلك في وقت يوسع فيه الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على مواقع يُعتقد أنها تابعة للجماعة.
ورغم أن هوكستين من المرجح أن يدفع باتجاه الهدوء بعد عام من القتال تخلله اغتيال إسرائيل لقادة من حزب الله في لبنان ومن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، أوضحت الولايات المتحدة أنها ستظهر دعمها الراسخ لإسرائيل رغم ارتفاع أعداد القتلى.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الجيش الأمريكي سارع إلى نشر نظامه المتقدم المضاد للصواريخ في إسرائيل، مضيفا أنه “في مواقعه الآن”.
ورفض أوستن ذكر ما إذا كان نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) جاهزا للعمل، لكنه قال “لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة ونحن نسير على نفس النهج الذي نطمح إليه”.
واستهدفت إسرائيل الليلة الماضية مقار ومواقع في بيروت وجنوب لبنان وسهل البقاع قالت إن حزب الله يستخدمها لتخزين الأموال اللازمة لتمويل عملياته العسكرية. وفرت مئات الأسر من منازلها القريبة من المواقع المستهدفة قبل الغارات، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية.
وذكرت تقارير نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل طالبت السماح لقواتها بالاضطلاع “بدور فعال” لضمان عدم إعادة تسليح جماعة حزب الله وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود.
وأضاف التقرير أن إسرائيل طالبت أيضا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني.
وقال مسؤول أمريكي لأكسيوس إنه من غير المرجح أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط إسرائيل.
ومن المقرر أن يلتقي هوكستين رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الاثنين.
وقال بري لقناة العربية في مطلع الأسبوع إن زيارة هوكستين هي “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى هدنة قبل الانتخابات الأمريكية. وأضاف أنه سيرفض أي تعديلات على قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى آخر صراع دموي بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
واندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله قبل عام عندما بدأت الجماعة اللبنانية إطلاق الصواريخ دعما لحركة حماس في قطاع غزة.
وشنت إسرائيل في بداية أكتوبر تشرين الأول عملية برية داخل لبنان في هجوم قالت إنه يهدف إلى إعادة مواطنيها الذين نزحوا من المناطق الشمالية جراء الهجمات الصاروخية.
كما اغتالت شخصيات كبيرة في حزب الله، على رأسها الأمين العام حسن نصر الله الذي قتلته في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وسعت الولايات المتحدة وقوى إقليمية على مدى عام للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة دون نتائج، الأمر الذي جعل مسؤولين لبنانيين والعديد من الدبلوماسيين متشككين في فرص التوصل إلى هدنة في لبنان.
* الضربات الجوية على المواقع المالية
رأى شهود من رويترز أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد إلى السماء بعد وقوع عشرة انفجارات على الأقل في ضواحي بيروت.
وذكر شهود أن حشودا في حالة ذعر ملأت الشوارع مما أدى إلى اختناقات مرورية في بعض مناطق المدينة أثناء محاولتهم الانتقال إلى أحياء يعتقدون أنها أكثر أمانا.
وقال شهود طلبوا عدم نشر أسمائهم إن مبنى يقع في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت تحول إلى أنقاض. وقالوا إن العدد القليل من السكان الذين كانوا موجودين في المنطقة فروا قبل وقوع الانفجار وبالتالي لم تقع خسائر بشرية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان نشر في وقت سابق على منصة إكس إن إسرائيل ستبدأ في “مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله، ابتعدوا عنها فورا”.
ولجمعية القرض الحسن، التي قالت الولايات المتحدة إن حزب الله المدعوم من إيران يستخدمها في إدارة شؤونه المالية، أكثر من 30 فرعا في جميع أنحاء لبنان من بينها 15 فرعا في مناطق مكتظة بالسكان في وسط بيروت وضواحيها.
ولم تدل الجمعية أو حزب الله أو الحكومة اللبنانية بأي تعليق حتى الآن.
وردا على سؤال من الصحفيين عما إذا كان يمكن اعتبار هذه الفروع أهدافا عسكرية، قال مسؤول كبير في المخابرات الإسرائيلية “الغرض من هذه الضربة هو استهداف قدرة حزب الله على العمل من الناحية الاقتصادية سواء في أثناء الحرب أو بعدها لإعادة تنظيم صفوفه وإعادة التسلح”.
وكثفت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ولبنان بعد أيام من مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس. وأحيا موت السنوار الآمال في فرصة لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يقول مسؤولون ودبلوماسيون ومصادر أخرى في المنطقة إن إسرائيل تسعى من خلال العمليات العسكرية إلى محاولة حماية حدودها وضمان عدم قدرة خصومها على إعادة تجميع صفوفهم.
وتستعد إسرائيل أيضا للرد على هجوم صاروخي شنته إيران عليها في وقت سابق من الشهر رغم ممارسة واشنطن ضغوط عليها لعدم ضرب منشآت الطاقة أو المواقع النووية الإيرانية.
وقالت إسرائيل أمس الأحد إنها هاجمت “مقر قيادة لركن الاستخبارات التابع لحزب الله وورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت”. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قتلت ثلاثة من قادة حزب الله.
ولم يعلق حزب الله بعد على هذه الضربات، لكنه قال إنه أطلق صواريخ على القوات الإسرائيلية في لبنان وعلى قاعدة في شمال إسرائيل.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم، الذي شنه مسلحون بقيادة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 42500 شخص.
وتشير تقديرات مسؤولين لبنانيين إلى مقتل أكثر من 2400 شخص ونزوح أكثر من 1.2 مليون خلال العام الماضي. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 59 شخصا قُتلوا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة خلال الفترة ذاتها.