قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لا يعتقد أنه ستكون هناك “حرب شاملة” في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل خيارات الرد بعد أكبر هجوم على الإطلاق تشنه طهران على إسرائيل.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر وسط هجمات إسرائيل على غزة ولبنان، إلى جانب تصاعد التوتر مع إيران.
وقال بايدن إنه يمكن تجنب مثل هذه الحرب لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لضمان ذلك.
وعندما سئل عن مدى ثقته في إمكانية تجنب مثل هذه الحرب، توقف قليلا وقال للصحفيين “ما مدى ثقتكم في عدم هطول الأمطار؟ انظروا، لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة. أعتقد أننا قادرون على تجنبها”.
وأضاف “لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، الكثير مما ينبغي فعله”.
وبينما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرون إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما في الصراع بين إسرائيل ولبنان، ذكر بايدن أن الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل خياراتها للرد على هجوم طهران، والذي يتضمن قصف إسرائيل لمنشآت نفط إيرانية. وقال بايدن للصحفيين “نحن نناقش ذلك”.
وساهمت تعليقاته في ارتفاع أسعار النفط العالمية كما أثار التوتر المتزايد في الشرق الأوسط مخاوف المتعاملين بشأن انقطاع محتمل للإمدادات.
وقال بايدن “لن يحدث أي شيء اليوم”. وعندما سئل لاحقا عما إذا كان يحث إسرائيل على عدم مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية، قال بايدن إنه لن يتفاوض علنا.
وكان بايدن ذكر يوم الأربعاء أنه لن يدعم أي ضربة إسرائيلية تستهدف المواقع النووية الإيرانية.
وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون لشبكة (سي.إن.إن) إن بلاده لديها “الكثير من الخيارات” للرد وستظهر لطهران قوتها “قريبا”.
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن لا تعتقد أن إسرائيل قررت بعد كيفية الرد على إيران.
وقال سكان ومصادر أمنية إن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت لقصف متجدد قرب منتصف ليل الخميس بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر للسكان بإخلاء بعض المناطق.
ونقل مراسل أكسيوس باراك رافيد عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين القول إن الغارات الجوية استهدفت القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين، الذي يُنظر إليه على أنه خليفة أمين عام جماعة حزب الله حسن نصر الله الذي اغتيل في الآونة الأخيرة.
وقال عبر منصة إكس إن مصير صفي الدين لم يتضح.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق.
وقالت إسرائيل إن جماعة حزب الله أطلقت نحو 230 صاروخا من لبنان تجاه إسرائيل أمس الخميس.
ونفذت جماعة حزب الله ضربات جديدة استهدفت ما أسمته “قاعدة سخنين” للصناعات العسكرية الإسرائيلية في خليج حيفا على ساحل البحر المتوسط في شمال إسرائيل بوابل من الصواريخ.
* مجموعة السبع تدعو لضبط النفس
عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل يوم الثلاثاء، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع طهران الثمن، وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها لضمان أن تواجه إيران “عواقب وخيمة”.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تعليقات خلال زيارة للدوحة أمس الخميس إن طهران ستكون مستعدة للرد.
وأضاف “أي نوع من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي أو تجاوز خطوطنا الحمراء سيقابل برد حاسم من قواتنا المسلحة”.
وأرسلت إسرائيل التي تقاتل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ عام تقريبا في قطاع غزة، قواتها إلى جنوب لبنان يوم الثلاثاء بعد تنفيذ ضربات جوية مكثفة على مدى أسبوعين في تصعيد أفضى إلى تدخل إيران ويخاطر بجر الولايات المتحدة أيضا.
ونددت مجموعة الدول السبع، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما، أمس الخميس بالهجوم الصاروخي الإيراني وأكدت التزامها بأمن إسرائيل.
لكن المجموعة دعت أيضا إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار في غزة ووقف الأعمال القتالية في لبنان.
وقالت المجموعة في بيان “دائرة خطيرة من الهجمات والرد تخاطر بتأجيج تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، وهو ما لا يصب في مصلحة أحد”.
ودعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى بذل جهود حثيثة لوقف “العدوان” الإسرائيلي على لبنان.
وحث مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الرئيس بايدن أمس الخميس على تسريع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بما في ذلك القنابل زنة ألفي رطل التي يتم حجبها منذ أشهر بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
ويمكن للقنبلة الواحدة زنة ألفي رطل أن تخترق الحواجز الخرسانية السميكة والمعادن مما يخلف دوائر انفجارية واسعة.
وكتب ماكول في رسالة لبايدن “نتمنى جميعا ألا تحتاج إسرائيل إلى هذه القنابل الأكبر حجما، لكنها ضرورية من الناحية العملياتية لأن أعداء إسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله، يتعمدون استخدام مخابئ وأنفاق على عمق كبير تحت الأرض”.
* حزب الله يعلن مقتل 17 جنديا إسرائيليا
تقول إسرائيل إن هدف عملياتها في لبنان هو تأمين العودة الآمنة لعشرات الآلاف إلى شمال إسرائيل بعدما اضطروا للنزوح بسبب هجمات جماعة حزب الله من لبنان، والتي شنتها الجماعة بالتزامن مع حرب غزة.
وتقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية وقتل نحو ألفين منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان على مدى العام المنصرم، أغلبهم في الأسبوعين الماضيين.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة إن 27 شخصا قتلوا وأصيب 151 خلال اليوم السابق.
وقالت جماعة حزب الله إنها صدت عددا من العمليات البرية للقوات الإسرائيلية تضمنت مداهمات واشتباكات مباشرة.
وقال حزب الله إن مصادره الميدانية والأمنية أبلغت عن مقتل 17 عسكريا إسرائيليا في مواجهات بجنوب لبنان أمس الخميس. ولم تعلق القوات الإسرائيلية على هذا الادعاء.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ضربة إسرائيلية قتلت 18 شخصا على الأقل أمس الخميس في مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية المحتلة. وقالت إسرائيل إنها قتلت قياديا بحركة حماس في طولكرم.