قالت روسيا اليوم الأربعاء إنها تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتخذ موقفا “أكثر موضوعية ووضوحا” بشأن السلامة النووية، وذلك بعد يوم من زيارة رافائيل جروسي المدير العام للوكالة لمحطة نووية قرب منطقة توغلت فيها أوكرانيا.
وزار جروسي محطة كورسك النووية أمس الثلاثاء وحذر من خطر وقوع حادث نووي كبير هناك. وقال إنه تفقد الأضرار الناجمة عن ضربة بطائرة مسيرة، ألقت روسيا مسؤوليتها على أوكرانيا، لكن جروسي لم يذكر الجهة المسؤولة عن شن الضربة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها في مقابلة إذاعية إن موسكو تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتحدث بصراحة أكبر عن مسائل الأمن النووي، ونفت أن يكون ذلك بمثابة طلب من الوكالة لاتخاذ موقف منحاز لروسيا.
وقالت زاخاروفا “نتابع تقييمات وأنشطة هذا الكيان (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لكن في كل مرة نريد منه أن يعبر بشكل أكثر موضوعية ووضوحا عن موقفه”.
وأضافت “ليس من أجل بلادنا ولا من أجل التصديق فحسب على موقف موسكو، بل من أجل الحقائق التي لها هدف محدد ألا وهو ضمان السلامة ومنع وقوع سيناريو يفضي إلى كارثة وهو مسار يدفع نظام كييف الجميع إليه”.
ولم ترد أوكرانيا على الاتهامات التي وجهتها إليها روسيا بشن هجوم على المحطة النووية في كورسك قرب منطقة نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلا مباغتا في السادس من أغسطس آب، والذي لا تزال روسيا تحاول صده. ويدور قتال على بعد نحو 40 كيلومترا من المحطة.
وقال جروسي خلال زيارته إن المحطة، التي بُنيت وفقا لتصميم سوفيتي، معرضة للخطر على وجه الخصوص لأنها على خلاف معظم محطات الطاقة النووية الحديثة تفتقر إلى قبة احتواء كان من شأنها توفير الحماية إذا تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة أو صواريخ أو مدفعية.
ولدى سؤال أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عن التنديد بالأضرار التي تسببت فيها الطائرة المسيرة باعتبار ذلك “استفزازا نوويا” من أوكرانيا، قال جروسي “مرة أخرى.. توجيه الاتهامات هو أمر يتحتم عليّ كوني المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أتعامل معه بجدية بالغة. لكن من الواضح أننا لا يمكننا فصل ما رأيناه هنا عن أنشطة عسكرية شهدناها مؤخرا”.
وتحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجانبين طوال الحرب المستمرة منذ نحو 30 شهرا على الإحجام عن القتال حول محطات الطاقة النووية تجنبا لوقوع كارثة.