يؤكد خبراء اللغة أن بوسعنا تعلم مهارات الاتصال الأساسية في أسابيع وإتقان أساسيات لغة أجنبية في عدة أشهر، ويستغرق الوصول إلى مرحلة الطلاقة في اللغة وقتا أطول بالطبع، ووفق موقع “مانغو لانغودج” فإن تحديد الهدف من تعلم اللغة يبدو محوريا في تحديد أسلوب التعلم ووضع الخطة المناسبة.

يتوقف الأمر على نمط التعلم الخاص بك، فالمتعلمون البصريون على سبيل المثال يميلون للتحصيل من خلال الوسائل البصرية كالبطاقات التعليمية ومقاطع الفيديو، بينما يحقق المتعلمون السمعيون تقدما من خلال الاستماع والتحدث مع متحدثي اللغة الأصليين.

كما أن الهدف من إتقان اللغة يحدد الإستراتيجية التي يمكن الاعتماد عليها في تعلمها؛ إذا كان الهدف هو الاستعداد للسفر فسيكون علينا التركيز على مهارة المحادثة وتعلم المفردات الأساسية وسيفيد هنا استخدام تطبيقات تعلم اللغة، بينما يحتاج التعلم بهدف الدراسة أو التحصيل الأكاديمي لخطة أكثر تنظيما، وتفيد هنا الدورات اللغوية.

تتنوع الأساليب التي يمكن استخدامها لتعزيز تعلم اللغات، وأهمها اختيار الطريقة الأنسب لك، حيث يعتبر ذلك مفتاحا رئيسيا في عملية التعلم. وينصح الخبراء بتطبيق طريقة التجربة والخطأ للعثور على الأساليب التي تناسبك بشكل فردي وتحقق لك التقدم المرجو.

يصبح تعلم اللغة أفضل عندما ينقسم إلى أهداف محددة يمكنك تحقيقها على مدار بضعة أشهر، لتكون أكثر حماسا ولتكون أهدافك واقعية، مثل القدرة على قراءة مقال صحفي بدون الحاجة إلى القاموس، وفق موقع الغارديان.

المقصود هنا أن تصبح اللغة المستهدفة جزءا من يومك، فتقرأ بها الأخبار أو تشاهد برنامجا أو تكتب بها يومياتك، هنا لن يكون التركيز على التعلم؛ لكنها ستكون حاضرة في الخلفية، وهو ما سيسهم في رفع مهاراتك اللغوية، وكلما انغمست أكثر في اللغة الأجنبية، كان تقدمك أسرع.

القراءة أحد أكثر جوانب تجربة التعلم ثراءً، ويمكنك ملاحظة مدى التقدم من خلالها، وإذا كانت من أجل المتعة فسيكون التعلم سلسا وسيكون بقاؤها في الذاكرة أطول، حتى إن أول كتاب تتم قراءته بلغة أجنبية سيكون تجربة رائعة ستتذكرها طويلا.

 

تعلم مجموعة من المفردات الجديدة، ثم مراجعتها في اليوم التالي، ثم إعادة مراجعتها على فترات متباعدة، يعزز قدرتك على تذكرها بشكل أفضل على المدى الطويل.

الاستماع إلى لغتك الجديدة بانتظام يجعلها جزءا من المدخلات اليومية إلى عقلك، وينصح هنا بأن تكون المواد المسموعة أعلى قليلا من مستواك الحالي، بحيث تستمع لكلمات معروفة وأخرى غير مفهومة بالنسبة لك، يمكن تدوينها لاحقا ومراجعتها بانتظام.

 

الممارسة مفتاح إجادة اللغة والميدان الذي تصلح في الأخطاء وتختبر مدى تقدمك، وفي هذه المرحلة ستحتاج إلى من يكشف أخطاءك ويصلحها لتعرف ما إذا كنت على المسار الصحيح، وينصح الخبراء هنا بأن تستخدم اللغة أولا، وأن تدع إتقان القواعد لمرحلة تالية.

أكبر عائق في تعلم اللغات هو فقدان الثقة، لذا فإن أحد الأساليب المهمة هي امتلاك الشجاعة لارتكاب الأخطاء إذ إنها مرحلة مهم لإحراز تقدم في اللغة.

 

الهدف من تعلم اللغة يختفي في الرحلة الطويلة لتعلمها، لذا ينصح الخبراء بكتابته للعودة له حين تشعر بالفتور، ويمكنك كتابة 10 أهداف تدفعك لتعلم اللغة لتلجأ إليها حين يحتاج الأمر.

التقييم المنتظم لمدى التقدم الذي تحرزه أمر ضروري لتغير الطريقة التي تتبعها إذا لم تلبِ توقعاتك أو تحقق أهدافك. ويتطلب التعلم صبرا ومثابرة ومهارة في اختيار الطريقة المناسبة لاحتياجاتك الفردية وأهدافك ونمط تعلمك.

وفقا لموقع جامعة ييل، تُعد الاستمرارية عنصرا أساسيا في تعلم اللغات. وممارسة الدراسة لمدة 30 دقيقة يوميا أفضل بكثير من قضاء 4 ساعات مرة واحدة في الأسبوع. الاستمرار يعزز الروابط التي تتشكل في الدماغ بين الكلمات الجديدة ومعانيها، وهذا يحسن التذكر ويُبقي عملية التعلم نشطة، ويقي من فقدان المعرفة المكتسبة.

في كتاب تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة يجيب بيل هاندلي عن تساؤل مهم؛ هل التعلم البطيء الثابت أفضل أم التعلم السريع المتذبذب، مؤكدا أنه على الرغم من أن إتقان الدرس الأول على سبيل المثال قبل الانتقال إلى الدرس التالي يبدو منطقيا، فإن معتمدي طريقة الانتقال إلى الدرس التالي قبل إتقان الأول يعتمدون على أن الفهم الكامل للمعلومات سيتحقق خلال الأيام والأسابيع التالية مع مراجعتها، كما أنها يحققون ميزة إضافية، إذ ينتزعون من عملية التعلم الضغط والعمل الشاق.

ووفق الكتاب يتقدم الطلاب الذين يتبعون منهجية التعلم السريع المتذبذب بمعدل أسرع، ويحتفظون بنحو 80% مما تعلموه، وهي طريقة جيدة يمكنك اتباعها خاصة إذا لم تكن إخفاقاتك شديد النقد كما يشير بيل، كما أنها تجعلك أكثر تحمسا.