UTV – بغداد
في زاوية حرجة تنحصر الدبلوماسية العراقية، وتصطدم بالتصريحات الأميركية، حول استمرار وجود قوات الولايات المتحدة القتالية، بل وزيادة عددها في المنطقة، فيما تحاول بغداد موازنة المواقف، عبر وصف تلك التصريحات بغير الدقيقة، وإعلان تأجيل جدولة انسحاب المستشارين العسكريين بفعل التطورات الإقليمية.
فما الذي لم تقله البيانات المتضاربة بين بغداد وواشنطن؟ المحاطة بالتباس وخلاف وضبابية في المواقف. هل أخفق العراق في إدراج انسحاب 2500 مستشار أميركي على جدول أعمال اللجنة العسكرية المشتركة لإنهاء مهام التحالف؟ أم أن الولايات المتحدة انقلبت على الاتفاقات؟ أو أن ما يجري نتيجة حتمية تتعلق بقصف عين الأسد الأخير بعدما أسقط خمسة جرحى وعبور خط التماس المتفق عليه مع الفصائل؟ لا إصابات ولا قتلى، وبالتالي انهيار المفاوضات والعودة إلى المربع الأول.
وفي خضم سجال التصريحات والبيانات المتضاربة، يؤكد البنتاغون زيادة عدد قواته في المنطقة لأربعين ألف جندي، بهدف تعزيز الردع، ومنع توسع الحرب في الشرق الأوسط، وينفي أي حديث عن سحب قواته “القتالية” من الأراضي العراقية، وتلك حالة تخضع لمعادلة الربح والخسارة في الاستراتيجية الأميركية التي استقدمت إلى المنطقة غواصة نووية، وسربا من طائرات F22 المتطورة، وحاملة طائرات، فالانسحاب وفق الرؤية الأميركية يعني التخلي عن المصالح، والتسليم للخصوم واختلال موازين القوى.
وبالعودة إلى بدء الحوار الأمني بين واشنطن وبغداد مطلع ألفين 2024، ففي كانون الثاني أعلن العراق المضي باتفاق جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق، وفي كانون الثاني أيضا أعلن الجيش الأميركي إرسال 1500 جندي إضافي إلى سوريا والعراق في إطار عملية العزم الصلب، العملية التي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا.
تقرير: مهند المشهداني