UTV – البصرة
مناسبة عاشوراء تزيد من التقارب بين المسلمين السنة والشيعة، ففي البصرة مدينة التنوع المذهبي والديني، لم يعد غريبا ان تشاهد رجل دين من السنة يخطب من على منبر في مجلس عزاء للإمام الحسين في ذكرى استشهاده بكربلاء، هذا ما يحدث في موكب “الحر الرياحي” أحد اقدم مواكب العراق.
ويقول الشيخ جمال الدوسري، ممثل عن الوقف السني، إن “البصرة دائما تبقى متميزة ولها حضور خاص ونوعي، ولاسيما أنها تجمع جميع طوائف المسلمين والديانات الاخرى، ومجالس الحسين هي مجالس للوحدة والالتقاء”.
التقارب بين مذاهب المسلمين ليس هدفا وحيدا في مجلس عاشوراء هذا، بل يحرص القائمون عليه على القاء محاضرة دينية لا تقتصر الى السرد التاريخي لواقعة الطف، وإنما تطرح قضايا تهم المجتمع، فضلا عن الاهتمام بنشر المبادئ والقيم الاخلاقية.
ويقول السيد هادي الطويرجاوي، خطيب حسيني، إن “الدين هو الاخلاق، من لا خلق له لا دين له، ورسالة السماء التي جاء بها النبي الكريم وإنك لعلى خلق عظيم، فنؤكد اهمية التحلي بالأخلاق، والناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق”.
مثل هذه المواضيع علاوة على مبادرات التواصل والحوار بين أتباع المذاهب، يراه اكاديميون يدعم حالة التعايش بين الاديان، ويسهم في الاصلاح الفكري.
ويقول محمد منهل، تدريسي في جامعة المعقل، “ليس فقط السنة والشيعة متوحدين اتجاه الامام الحسين وانما حتى الاديان الاخرى، فدائما وسنويا نرى يأتون من مختلف الاديان والطوائف يشاركون في العزاء”.
وبعيدا عما يؤجج الخلافات والعداوة بين طوائف المسلمين والديانات الاخرى، قدمت البصرة نموذجا للوحدة خلال إحياء ايام عاشوراء وطقوسها المتنوعة.
تقرير: سعد قصي