أحرزت الأرجنتين حاملة اللقب كأس كوبا أمريكا لكرة القدم للمرة 16 في تاريخها في رقم قياسي بفوزها على كولومبيا 1-صفر بفضل هدف متأخر في الوقت الإضافي للبديل لاوتارو مارتينيز على استاد هارد روك في فلوريدا اليوم الاثنين.

وجاءت المباراة، التي تأخر انطلاقها أكثر من ساعة بعد محاولة آلاف الجماهير الذين لا يملكون تذاكر دخول الملعب، حذرة طوال 90 دقيقة لكنها انفتحت في الوقت الإضافي.

وتلقى مارتينيز مهاجم إنتر ميلان، هداف البطولة الذي شارك في الوقت الإضافي، تمريرة بينية متقنة من زميله جيوفاني لو سيلسو قبل أن يضع الكرة من فوق رأس حارس كولومبيا المتقدم من مرماه كاميلو فارجاس في الدقيقة 112 لتنطلق احتفالات صاخبة بين جماهير الأرجنتين في استاد هارد روك في فلوريدابالولايات المتحدة.

وجاء أحدث ألقاب الأرجنتين بعد فوزها بكأس العالم 2022 وكأس كوبا أمريكا 2021، ليمنح ليونيل ميسي الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ثماني مرات نهاية مثالية لما يحتمل أن تكون آخر بطولاته الدولية.

و‬شهد فوز الأرجنتين باللقب، الذي جعلها تتفوق على أوروجواي بعدما كان الفريقان يملكان 15 لقبا لكأس كوبا أمريكا، المباراة الدولية الأخيرة لأنخيل دي ماريا.

ومن المقرر أن ينهي أيضا المدافع نيكولاس أوتامندي (36 عاما) مسيرته الدولية.

وقال دي ماريا “الحقيقة أن هذا الأمر قد حُسم، كان بهذه الطريقة. حلمت بذلك، حلمت أن أصل للنهائي وأفوز باللقب واعتزل بهذه الطريقة.

“لدي الكثير من المشاعر الجميلة، أنا ممتن للأبد لهذا الجيل من اللاعبين وسأغادر اليوم بهذه الطريقة وباللقب“.

وأصدر اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (الكونميبول) قرارا بتأجيل انطلاق المباراة ثلاث مرات بعدما أظهر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي اشتباك قوات الأمن مع مشجعين أثنار ركضهم في الردهات ومحاولة اختراق بوابات الملعب.

ورأي شاهد عيان من رويترز أفراد الأمن يطردون عدة أشخاص من الاستاد، فيما قال بعض اللاعبين إن عائلاتهم محاصرة في الفوضى بالخارج ولم يتمكنوا من دخول الملعب الذي سيستضيف مباريات خلال كأس العالم 2026.

وقال كريستيان روميرو لاعب الأرجنتين لشبكة (تي.واي.سي) الأرجنتينية “كان الأمر صعبا لأن العديد كانت عائلاتهم بالخارج، ولم يعرفوا ما كان يحدث. لم يظهر الأمر وكأنه مباراة نهائية، كان هناك الكثير من الضجة والقلق”.

وشابت البطولة العديد من المشاكل التنظيمية، إذ دخل لاعبو أوروجواي في اشتباكات مع جماهير كولومبيا عقب نهاية مبارة الفريقين في قبل النهائي يوم الأربعاء الماضي، بينما دخل مساعد حكم المستشفى عقب انهياره في ظروف حارة ورطبة أثناء إدارة مباراة بدور المجموعات.

 

* مباراة حذرة

بدأت كولومبيا المباراة بضغط قوي بطول الملعب وسدد جون كوردوبا بالقائم في الدقيقة السابعة قبل أن يطلق جيفرسون ليرما وريتشارد ريوس تسديدتين من مدى بعيد تصدى لهما الحارس الأرجنتيني إميليانو مارتينيز.

وبدا أن ميسي أصيب في كاحله في الدقيقة 36 بعد اصطدامه مع المدافع سانتياجو أرياس وبينما عاد للوقوف على قدميه بعد علاجه وكان من الواضح أن الإصابة أثرت عليه بقية الشوط الأول.

وعادت كولومبيا للهجوم مرة أخرى في الشوط الثاني واقترب أرياس ودافينسون سانشيز من هز الشباك.

وامتصت الأرجنتين الضغط جيدا لكنها تلقت ضربة قوية في الدقيقة 66 عندما غادر ميسي الملعب مصابا في كاحله.

وأضاف دي ماريا، الذي رفع الكأس إلى جوار القائد ميسي وأوتامندي في حفل توزيع الجوائز والميداليات عقب المباراة، “ميسي اضطر لمغادرة الملعب بسبب مشكلة في الكاحل، لكن في النهاية تمكنا من منحه بعد السعادة”.

وتحسن أداء الأرجنتين مع استمرار المباراة وألغى لها الحكم هدفا بداعي التسلل لكن كولومبيا صمدت مع وصول المباراة للشوطين الإضافيين.

وواصلت حاملة اللقب الضغط في الوقت الإضافي وخضع فارجاس للاختبار بتسديدة من نيكولاس جونزاليس قبل أن ينجح مارتينيز أخيرا في التسجيل.

 

* ‭‭’‬‬نستحق المزيد‭‭’‬‬

أنهت الخسارة أيضا سلسلة استمرت 28 مباراة لفريق المدرب نيستور لورينزو بدون هزيمة والذي خسر آخر مرة أمام الأرجنتين أيضا في فبراير شباط 2022.

وقال سانشيز مدافع كولومبيا بعد انهيار آمال فريقه في الفوز بأول ألقابه في كوبا أمريكا منذ 2001، “إنه أمر مؤلم بعد بطولة قاتل فيها الفريق كله للفوز بها. أمر مؤلم عندما تنافس من أجل الفوز وشعرنا أننا نستحق المزيد. لكن يجب أن نشكر الجماهير.

“أردنا أن نمنح الفوز لبلد يستحق ذلك، كولومبيا تستحق كل شيء وسنغادر بيد فارغة لكنا سنستمر”.

وفي عزاء بسيط لكولومبيا، فاز لاعب الوسط والقائد جيمس رودريجيز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعدما صنع ست تمريرات حاسمة ليحطم الرقم القياسي السابق لميسي بخمس تمريرات حاسمة في نسخة واحدة من كوبا أمريكا.