يقبل المشاهدون من الشباب والكبار، على حد سواء، على متابعة يوميات الشباب وطموحاتهم وأمانيهم، إضافة للاستمتاع بالمقالب والمكائد التي يكيدونها لبعضهم.
ويعد مسلسل “ماكستون هول” (Maxton Hall) أحدث إضافة إلى القائمة الطويلة من العروض العالمية المعنية بدراما المراهقين، وهو مسلسل شبابي من 6 حلقات، من إنتاج ألماني.
وتدور أحداث مسلسل “ماكستون هول”، حول فتاة تدعى “روبي بيل” تنحدر من خلفية اجتماعية بسيطة، وينتهي بها الأمر في كلية النخبة في “ماكستون هول” من خلال منحة دراسية، حيث تجد نفسها فجأة محاطة بالأثرياء، ثم ينتهي بها الأمر بفضيحة تتعلق بأسرة زميل لها ويتفجر سر كبير.
ولم يمر سوى أول أسبوع على طرح المسلسل في مايو/أيار الماضي، حتى حقق الإنتاج الألماني “أكبر جمهور عالمي لعمل غير أميركي” في تاريخ منصة “أمازون برايم”، المزودة لخدمات الفيديو حسب الطلب من مسلسلات تلفزيونية وأفلام للشراء أو للتأجير، إذ وصل المسلسل إلى المركز الأول في أكثر من 120 دولة.
ويقول الخبير الإعلامي موريتس شتوك من جامعة “زين” الألمانية، إن “(ماكستون هول)، هو عمل خيالي رومانسي، وتعد المشاهد المألوفة، وغير الواقعية والمبالغ فيها عن عمد، أكثر ما يجعل المسلسل جذابا للغاية”.
وعادة ما تحتوي مثل هذه الأعمال على مشاهد ولحظات تبعث برسائل قوية، لا سيما عندما تتم مشاركة مقاطع قصيرة منها على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، “وإلا فسيكون من الصعب أن تصل إلى جمهور الشباب في الوقت الحالي”.
ويحاول صُناع المسلسل إقامة علاقات مع المشاهدين الذين يقومون مرارا بمشاركة المقاطع القصيرة للمسلسل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول شتوك، المتخصص في مسلسلات المراهقين والدراما المدرسية، إن “مسلسلات المراهقين هي عبارة عن قصص تتمحور حول شخصيات، مما يعني أنها أقل تركيزا على تطورات الحبكة المثيرة والتقلبات المفاجئة”. ويعد أكثر ما يهم هو التركيز على المجموعة، والقرب من الشخصيات والممثلين، وليس الدراما المعقدة.
ويشار إلى أن المسلسلات الموجهة نحو المجموعات صارت ذات أهمية متزايدة منذ أن تبلورت سوق البث العالمية، بحسب ما يقوله شتوك، إذ لجأ الكثيرون ممن لم يعودوا مرتبطين بالمشاهدة التقليدية للتلفزيون، إلى مقدمي خدمات البث مثل “أمازون” و”ديزني” و”نتفليكس”.
ويشير شتوك إلى أنه “من السهل الوصول إلى عروض المراهقين التي تكون مألوفة بشكل سريع بالنسبة لجمهور الشباب. حتى لو كانوا ينحدرون من دول مختلفة، فإن لديهم قواسم مشتركة عالميا، مثل: كونهم شبابا، والصداقة، والرغبة في الانتماء، والتجارب الرومانسية الأولى، وتشكيل المستقبل”.
ويوضح أن هذه المسلسلات تجذب أيضا المشاهدين الأكبر سنا، مضيفا أنه “من حيث المبدأ، يمكن لعروض المراهقين دائما أن تلبي حنين شريحة من المشاهدين الكبار إلى شبابهم الضائع، وفي ذلك تعد بعض المسلسلات أكثر ملاءمة من غيرها”.
وتوجد الكثير من القواسم المشتركة بين الأعمال التي تتناول المراهقين، إلا أن السوق يشهد تنوعا كبيرا، وتدور أحداث مسلسل “ماكستون هول” حول مشاكل شبابية واقعية، وهو بعيد كل البعد عن مسلسلات الرعب والغموض مثل “وينزداي” (Wednesday)، أو أعمال الميلودراما التي تحتوي على عناصر الجريمة والإثارة مثل “إيليت” (Elite) و”13 ريزونز واي” (13 Reasons Why).
وفي المقابل، فإنه مختلف تماما عن أعمال مثل “ذا أمبريلا أكاديمي” (The Umbrella Academy) و”يوفوريا” (Euphoria).
أما من منظور تاريخي، فإن مجموعة تلك الأنواع عادة ما تكون بعيدة كل البعد عن أعمال مثل “بيفرلي هيلز” (Beverly Hills)، “90210”، و”دوسونز كريك” (Dawson’s Creek)، و”ذا أو سي” (The O.C)، و”غوسيب جيرل” (Gossip Girl)، و”سكينز” (Skins)، أو “غلي” (Glee).
ونظرا للإقبال الكبير على أعمال المراهقين، فقد قررت “أمازون برايم” على الفور طرح موسم ثانٍ لمسلسل “ماكستون هول”، الذي حقق نجاحا هائلا، والمستوحى من رواية “سيف مي” للكاتبة الألمانية، منى كاستن.
ويبدو أن الممثلَين الألمان الصاعدَين، الشاب داميان هاردونغ (25 عاما) والشابة هارييت هيربيغ-ماتن (21 عاما)، وهما بطلا مسلسل “ماكستون هول”، سيكونان أحدث المنضمين إلى النجوم الشباب من أمثال جينا أورتيغا (21 عاما) بطلة مسلسل “وينزداي”، وإدفين رايدنغ (21 عاما) بطل مسلسل “يونغ رويالز” (Young Royals)، الذين صاروا محبوبين للملايين حول العالم من خلال الأعمال الدرامية الشبابية على منصات البث المباشر.