وصف رافائيل نادال معاناته من الإصابة في آخر 18 شهرا بأنه كان في غابة، إذ يأمل بطل فرنسا المفتوحة للتنس 14 مرة في العودة إلى رولان جاروس للمشاركة في الألعاب الأولمبية بعد خروجه المبكر من البطولة الكبرى أمس الاثنين.

ولم يكن اللاعب الإسباني (37 عاما) بعيدا عن المشكلات البدنية في مسيرته المتألقة، إذ غاب عن الملاعب في عام 2023 تقريبا بسبب مشكلة في الفخذ وتوقفت عودته في وقت سابق هذا العام بسبب تمزق عضلي، قبل أن تؤثر بعض العثرات الصغيرة على استعداده للبطولة الكبرى على الملاعب الرملية.

وخسر نادال 6-3 و7-6 و6-3 أمام ألكسندر زفيريف المصنف الرابع في باريس ورغم بعض الإيجابيات فإنه قال إنه لا يستطيع التنبؤ بكيفية استجابة جسده المنهك لمتطلبات الأولمبياد في يوليو تموز وأغسطس آب المقبلين.

وقال نادال في مؤتمر صحفي حاشد بعد خروجه المبكر من رولان جاروس “جسدي كان غابة لمدة عامين. لا تعرف ما يمكن توقعه. أستيقظ في أحد الأيام وأجد ثعبانا يعضني. وفي يوم آخر أجد نمرا.

“لقد كنت أقاتل مع كل الأشياء التي مررت بها. لكن الديناميكية كانت إيجابية في الأسابيع القليلة الماضية. شعرت بأنني على ما يرام. أعتقد غدا (اليوم) سأكون جاهزا للعب مرة أخرى إذا اضطررت لذلك. لكنني لست مضطرا لذلك.

“الآن أحتاج إلى إعداد نفسي وتصفية ذهني ومعرفة جدول بطولاتي الجديد لمحاولة الاستعداد للأولمبياد. لا أستطيع أن أقول أي شيء اليوم، لكن هدفي الرئيسي الآن هو اللعب في دورة الألعاب الأولمبية”.

ويتطلع نادال إلى ميداليته الذهبية الثالثة بعد فوزه في فردي الرجال في أولمبياد بكين 2008 ثم الزوجي بعدها بثماني سنوات في ريو.

وقد أعرب عن شكوكه بشأن لياقته قبل ما يحتمل أن يكون آخر مباراة له في بطولة فرنسا المفتوحة.

وأضاف نادال “في المباراة، شعرت أنني قادر على تحريك نفسي بشكل أفضل بكثير من البطولات السابقة. لكن كان أمامي منافس قوي للغاية. لقد لعب بشكل جيد.

“لقد سنحت لي الفرص… أعني أنني لم أكن بعيدا. هذا هو شعوري. ربما هذه هي حقيقتي… لقد لعبت بأداء جيد من كل النواحي، مقارنة بالطريقة التي كنت ألعب بها في الأسابيع السابقة. لذلك فأنا سعيد من أجل ذلك.

“بالطبع أشعر بخيبة أمل للخسارة، لكن فيما يتعلق بما أشعر به من الناحية الجسدية، فأنا سعيد لأنني أنهيت المباراة بصحة جيدة وخضت معركة صعبة هناك. وكنت مستعدا للمزيد”.

وقال نادال إنه لن يكون من الحكمة الاستعداد لموسم الملاعب العشبية الذي سيعقبه فترة انتقالية صعبة للعودة للملاعب الرملية استعدادا للأولمبياد.

وقال نادال “يبدو الأمر صعبا بصراحة. بالنسبة لي الآن لا أستطيع تأكيد ما سيحدث لكن يبدو من الصعب الانتقال للملاعب العشبية ثم خوض الأولمبياد على الملاعب الرملية مرة أخرى.

“أحتاج للتحدث مع الفريق وتحليل الكثير من الحقائق. لكنني لا أعتقد أنه سيكون من الذكاء بعد كل الأشياء التي حدثت لجسدي أن أقوم بتحول كبير إلى أرضية مختلفة تماما ثم العودة للملاعب الرملية.

“اليوم أشعر أن هذه ليست فكرة جيدة، لكن لا يمكنني التأكيد. لكن مشاعري هي أنه حتى إذا شاركت في ويمبلدون لأنني اضطررت إلى ذلك، فلا أعتقد أنها فكرة إيجابية في الوقت الحالي”.