يصف البعض متحف “وان” بأنه “أغنى متحف في العالم” بآثار أورارتو التي ازدهرت في منطقة الأناضول بين القرنين الـ9-7 قبل الميلاد، كما يسهم المتحف في تعزيز السياحة في مناطق شرق تركيا.

ويرحب متحف “وان” بزواره من خلال مقتنياته الفريدة التي يرجع معظمها للعصور الأورارتية والرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية، إضافة إلى بنائه المميز بهندسته المعمارية المعاصرة.

ويقع المتحف الذي تم تشييده على مساحة 50 ألف متر مربع، منها 10 آلاف متر مربع مغلقة، ويعرض ما يقرب من 3 آلاف قطعة أثرية ترجع للعديد من الحضارات وخاصة حضارة أورارتو.

ويضم المتحف الذي افتتح عام 2019، في إطار “برنامج دعم مراكز الجذب” التابع لوزارة التنمية التركية، قطعًا أثرية تاريخية فريدة بالإضافة إلى أقسام للرسوم المتحركة التي تحكي أنماط الحياة وحروب الحضارات الغابرة، وأقسام خاصة بالأطفال وحديقة للآثار.

وأوضح مدير متحف “وان” أردال أجار، أن تاريخ مدينة وان -التي تعد إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم- يرجع بجذوره للعصر الحجري القديم، كما تضم المدينة آثارًا مهمة ترجع للعصرين السجلوقي والعثماني. وكانت المدينة مهدًا للعديد من الحضارات بسبب موقعها المهم على طريق الحرير القديم الواصل حتى الصين.

وقال أجار، “انتقلنا إلى المبنى الجديد لمتحف وان، بعد أن تضرر المبنى القديم في وسط المدينة عقب كارثة زلزال عام 2011، وتم وضع حجر الأساس للمبنى الجديد عام 2012 ومن ثم افتتاحه عام 2019”.

وأضاف أن “المتحف يضم 23 قاعة، بدءًا من العصر الحجري القديم وحتى العصور الإسلامية المختلفة، كما يحوي أيضا قاعة مؤتمرات وقاعات عرض وورش عمل وملاعب للأطفال وفصولا دراسية ومناطق استراحة وأكشاك مبيعات”.

وأشار أجار إلى أن المتحف بجانب عرضه للآثار، ينظم مؤتمرات، وندوات، وفعاليات للأطفال، ومعارض تسهم في الحياة الثقافية للمدينة.

ونوه أجار إلى أن المتاحف تلعب دورا مهما وتسهم بشكل فعال في نقل التراث الثقافي إلى الأجيال المقبلة، “ونحصل على قطع أثرية جديدة كل عام من خلال الحفريات والدراسات السطحية، وكذلك من خلال الهبات التي تصلنا”.

واستطرد، “يحتوي المتحف على أكثر من 42 ألف قطعة أثرية، ما يجعله واحدا من أكثر المتاحف ثراء في تركيا، كما يحتوي على أكبر مجموعة من آثار أورارتو في العالم”.

وتعد قلعة وان، وجزيرة أقدامار، ومتحف وان، من أهم الوجهات السياحية في الولاية، وهذه الوجهات تخضع لإشراف مباشر من وزارة الثقافة والسياحة التركية، وفق أجار.

وتابع، “في العام الماضي، زار المتحف وقلعة وان حوالي 60 ألف شخص، بينما استقبلت جزيرة أقدامار حوالي 175 ألف زائر. في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، بلغ عدد الزوار الإجمالي 55 ألف زائر”.

واستمرار أعمال الحفريات في المنطقة، يعني وفق أجار، ازدياد أعداد القطع الأثرية التي يتم العثور عليها، وانضمامها إلى مقتنيات المتحف، بغرض عرضها على الجمهور مستقبلا.

من جهتها، قالت غول سافاش إن زيارتها الحالية للمتحف تعتبر الأولى، وإنها تشعر بالسعادة في هذا المكان الذي يأخذ زواره في رحلة عبر التاريخ.

وأضافت، “من الواضح تمامًا الجهد الكبير الذي بذل في إنشاء هذا المتحف. أشكر كل من أسهم في إنجاز هذا الصرح المهم في مدينة وان التي تشتهر أيضًا ببحيرتها وقلعتها وشعبها المضياف. لقد قضيت وقتا ممتعا هنا”.

بينما عبرت بورجين دميرجان عن إعجابها بالمتحف قائلة، “المتحف يوفر للزوار معلومات وافية حول تاريخ المنطقة والمناطق المجاورة، والعروض التوضيحية واقعية جدًا وتأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن، وتم بذل جهد كبير للنهوض بهذا المتحف.. أشكر كل من أسهم في إنجاز هذا العمل المميز”.