بينما لا يزال كوكب الأرض يتعافى من العاصفة الشمسية الأخيرة التي أصابته في الأيام الماضية، فإن العلماء يحذرون من عاصفة أخرى جديدة تضرب الأرض الآن.

وشهدت مناطق عدة العاصفة الشمسية التي حلت على الكوكب خلال الأيام الماضية، واتضح أثرها جليا حينما تشكلت ألوان الشفق القطبي الذي ظهر في أماكن غير مألوفة بسبب تفاعل الجسيمات المشحونة مع ذرات الغلاف الجوي للأرض على نطاق واسع.

وتطلق الشمس باستمرار أشعة كهرومغناطيسية تحتوي على كميات كبيرة من الجسيمات المشحونة، إلا أن كمية هذه الجسيمات تتأثر بقوة النشاط الشمسي والانفجارات التي تحدث على سطحه.

وتنطلق هذه الجسيمات المشحونة مع الرياح الشمسية بكل الاتجاهات، ولدى اصطدامها بالأرض يتفاعل كل من المجال المغناطيسي والغلاف الجوي للكوكب مع هذه الجسيمات ويمنعانها من الاقتراب من السطح، في حين قد تتعرض الأقمار الصناعية للأضرار، وربما ينقطع الاتصال بها لحين من الزمن أو تصاب بأعطاب دائمة.

وبسبب حركة الشمس المستمرة حول نفسها، يحدث انحناء في المجالات المغناطيسية للشمس، فينشأ هيكل حلزوني يطلق عليه “دوامة باركر” أو تيار الغلاف الشمسي، وهو أشبه بتموجات تنطلق في الفضاء. ويصادف أحيانا أن تحمل هذه التموجات جسيمات مشحونة إثر نشاط شمسي مرتفع، فتصطدم بالكوكب إذا ما وجد في مسار “الموجة”.

وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنه بسبب موقع الأرض الآن، فإن عاصفة إشعاعية شمسية أخرى يتعرض لها الكوكب، ومن المتوقع كذلك اختفاء العواصف الشمسية في الأيام القليلة التالية.

وأعربت وكالة الفضاء الأميركية أنّ الانفجار الشمسي الأخير الذي تسبب بإطلاق الجسيمات المشحونة يعد الأقوى خلال الدورة الشمسية الحالية والتي يبلغ عمرها 11 سنة تقريبا. ويحتل هذا الانفجار الشمسي المرتبة الخامسة والأعلى في سلّم الانفجارات الشمسية من ناحية الشدة، ويطلق عليه التصنيف “إكس”. ويعد مصدر الانفجار الأخير من البقعة الشمسية “إيه آر 3664″، وهي أكبر من الأرض بخمسة أضعاف.

وتحذر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن ثمة احتمالية لحدوث انقطاع في بعض الاتصالات اللاسلكية عند قطبي الأرض، بحكم أنهما النقطتان الأضعف في الغلاف المغناطيسي للأرض. وأفاد شهود بأن انقطاعا في أجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (نظام الملاحة العالمي) قد حدث بالفعل خلال الأيام الماضية بسبب العاصفة المغناطيسية الشمسية.