قيل.. أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام! وكما يولد الربيع وسط الشتاء، أزهرت أنامل النازحات في مخيم بزيبز؛ عطاء إبداعيا تجلى عبر مواهب عرضنها في أول بازار يجمع المجتمعات المستضيفة والنازحين هنا في العامرية، على أمل بيع قطعة يشترى بثمنها غذاء لعوائلهن.
نازحة من جرف الصخر رحمة متعب تقول، “نصنع المكانس ونبيعها، نريد أن نعيش، بفقدان الرواتب والعمل، نريد أن نطعم أطفالنا، شاركنا بالمهرجان من أجل بيع منتجنا”.
من لوعة الحرمان وقسوة التشريد تنبثق هذه الرسومات لتعبر عن وجه جميل يبعث الأمل في النفوس، ضغوط العيش في خيمة أنتجت نساء يتحدين الصعوبات.
أم جاسم نازحة تتحدث عن المهرجان، “شاركنا لتجاوز صعوبات الحياة، نحن مهجرون منذ سنوات”.
شكل البازار فرصة لتعريف المجتمعات بالظروف القاهرة والتحديات التي تواجه سكان الخيام.
المهرجان الذي تضمن فعاليات ترفيهية لأطفال النازحين، يسعى إلى إخراج النازحات من حالة الكبت، والتعريف عن قدراتهن المجتمعية..
تقول منسقة المهرجان إيمان المعاضيدي إن “هذا الفعالية ولدت الكثير من التفاعلات الإيجابية، بين المجتمعين، فقررنا من خلال المبادرة تسليط الضوء عليهم وعلى امكانياتهم من أجل التعاون مع الحكومة المحلية والمنظمات الدولية”.
قرابة 1700 عائلة نازحة من جرف الصخر والعويسات، مازالت منذ 10 سنوات تواجه مشكلة عدم العودة، لكنها تصر على أن تكون جزءا إيجابيا فاعلا في المجتمع، رغم ما يعانيه من حرمان.

تقرير: نبيل عزامي