قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن إسرائيل أرسلت دبابات إلى شرق جباليا بشمال قطاع غزة من بعد قصف جوي وبري مكثف خلال الليل، مما أدى إلى استشهاد 19 وإصابة العشرات.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 35034 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 78755 آخرون في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي دمر معظم القطاع وتسبب في أزمة إنسانية شديدة.

واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن الهجوم أدى إلى مقتل نحو 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وتقول إسرائيل إن 620 جنديا قتلوا في الحرب، وإن أكثر من نصفهم سقطوا خلال هجوم حماس الأول.

وجباليا هو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القائمة منذ فترة طويلة في قطاع غزة، ويؤوي أكثر من مئة ألف شخص.

وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت إن القوات التي تنفذ عمليات في جباليا تمنع حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.

وقال الأميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إفادة صحفية “رصدنا في الأسابيع الماضية محاولات من حماس لإعادة تأهيل قدراتها العسكرية في جباليا. ننفذ عملياتنا هناك لإجهاض تلك المحاولات”.

وأضاف هاجاري أن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في حي الزيتون في مدينة غزة ادت لاستشهاد نحو 30 مسلحا فلسطينيا.

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية توغلت في عمق مخيم جباليا أكثر من المرة الأولى عندما غزت شمال غزة، مع اقتراب الدبابات من السوق المحلية. كما أفادوا باندلاع أعنف معارك بالأسلحة النارية منذ أشهر هناك.

وقال سائد (45 عاما) من سكان جباليا “القصف من الجو ومن الأرض ما وقفش من امبارح. كانوا بيقصفوا في كل (مكان) وجنب المدارس اللي فيها نازحين من الناس اللي فقدوا دورهم”.

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل “وكأنه الحرب في جباليا بترجع من تاني، هيك اللي بيصير”.

وأعاد الجيش الإسرائيلي إرسال دبابات للتوغل في حي الزيتون وكذلك في حي الصبرة حيث ذكر سكان أن قصفا عنيفا أدى لتدمير عدة منازل بعضها بنايات سكنية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل شهور سيطرته على معظم تلك المناطق.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن إسرائيل تخاطر بمواجهة تمرد مسلح في غزة بدون خطة لما بعد الحرب في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار انطلقت في منطقة كرم أبو سالم في الجنوب، وإنه اعترض بنجاح صاروخين أطلقا من محيط رفح. وأضاف أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي وقت لاحق اليوم الأحد، انطلقت صفارات إنذار في مدينة عسقلان بإسرائيل نتيجة إطلاق صواريخ من غزة، مما يشير إلى أن المسلحين هناك ما زالوا قادرين على شن هجمات صاروخية بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بداية الحرب.

وقالت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس عبر تيليجرام إن الصواريخ انطلقت من جباليا، رغم التوغل الجاري للجيش.

 

* اشتباكات في دير البلح

قال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الدبابات لم تدخل شرق مدينة دير البلح لكن بعض الدبابات والجرافات الإسرائيلية اخترقت السياج على مشارف المدينة مما أدى إلى اشتباكات مسلحة مع مقاتلي حماس.

وذكر مسؤولون بقطاع الصحة أن طبيبين هما أب وابنه استشهدا في غارة جوية في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت في دير البلح.

وقال كل من الجناح العسكري لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليهما هاجموا قوات إسرائيلية في عدة مناطق داخل قطاع غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف مورتر، ومنها رفح التي كانت تشكل الملاذ الأخير لما يربو على مليون فلسطيني.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس أن عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة استشهد في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في حي الصبرة في مدينة غزة.

والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين هي ثالث أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية.

وغادر المزيد من الأسر، التي يقدر عدد أفرادها بالآلاف، رفح اليوم الأحد مع تكثيف إسرائيل الضغط العسكري على المدينة. وسقطت قذائف دبابات في أنحاء المدينة وأصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لبعض الأحياء في وسط رفح التي تقع على الحدود مع مصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد فتح معبر جديد في شمال قطاع غزة أطلق عليه اسم “إيريز الغربي” لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال تامر البرعي وهو من السكان الذين نزحوا إلى رفح “وأنا طالع من رفح مريت من خلال خان يونس، صرت مش عارف أبكي على حالي والإحساس بالإهانة والخسارة ولا أبكي على اللي شفته”.

وأضاف لرويترز “شفت مدينة أشباح، البنايات على جانبي الطريق مدمرة، مربعات سكنية كاملة انمسحت، الناس بتغادر بتبحث عن مكان آمن وهم بيعرفوا انه ما في مكان آمن، لا في خيام ولا في حدا يدعمهم”.

وقال البرعي، وهو رجل أعمال فلسطيني، إن العالم تخلى عن الفلسطينيين مع فشل القوى العالمية في إنهاء القتال وانهيار جهود الوساطة الدولية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بسبب خلافات حماس وإسرائيل.

وأضاف “لا في هدنة ولا قرار أمم متحدة ولا أمل”.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة ستواصل جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، وحث الجانبين على إظهار المرونة والإرادة اللازمتين للتوصل إلى اتفاق.

وذكر البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان تحدث مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي عبر الهاتف اليوم الأحد، وأكد مجددا مخاوف الرئيس جو بايدن بخصوص احتمال تنفيذ عملية عسكرية برية كبيرة في رفح.