جالسا أمام مصيدة حديد صنعها بنفسه، يشرح عقيل الجنديل (70 عاما) كيف يصطاد الذئاب من براري ذي قار، ليجلبها إلى وكر في منزله.
الجنديل شغوف بالصيد والحياة البرية منذ نعومة أظافره، وقد تطور شغفه إلى تربية الحيوانات المفترسة.
ويقول الجنديل لـUTV إن “استدراج الذئب يتم عبر وضع طعام له أمام المصيدة، وعندما يهرع إليه سيدوس المصيدة فتنطبق على قدمه وتشل حركته”.
وقد تكون تربية حيوانات طالما عُرفت بالغدر بصاحبها، هواية محفوفة بالمخاطر، لكن الجنديل دؤوب على رعايتها على مدار اليوم، ولاسيما وإن مزاج ذئابه لا يحلو إلا بأكل اللحوم الطازجة التي يضطر إلى شرائها من جزاري المدينة، أو يزيد من كرمه بتقديم طبقهم المفضل، فيجهد نفسه باصطياد أرنب بري.
ويضيف الجنديل أن “طريقة ترويض الذئب صعبة، فالذي عمره من 5 إلى 7 سنوات لا يمكن ترويضه، إذ يبقى شرسا ومفترسا، أما إذا كان عمره 2 أو 3 فيمكن ترويضه بكثرة المداعبة”.
مصاحبة الغزلان
لم تكن تربية الذئاب بالأمر الهين عليه، فهو يعيش وسط مدينة قلعة سكر، وعواء الذئاب المستمر يسبب له الحرج عندما يشكو جيرانه منه، ومحاولة إحدى ذئابه الهرب جعلته يفكر مليا في هجر هذه الهواية.
“لدي أنثى اسمها نونة ربيتها منذ 8 سنوات، وذكر اسمه لومو، وقد تزاوجا وأنجبا 4 ذئاب قمت ببيعهن، لكن الأنثى حين فقدت صغارها قامت بحفر الأرض وخرجت من قفصها وأكلت دجاجتي، ولولا دخولي بالصدفة لحدث شيء مروع”، يقول الجنديل.
وبعد عشرة طويلة مع الذئاب، اقتنع أخيرا أن تربيتها هواية قاتلة، فالذئب يبقى محتفظا بخصال لا تغيرها ألفة السنين، وهو عازم الآن على فراق ذئابه، لكنه سيجعل من أقفاصه مأوى للغزلان، في انتقاله كبيرة له بتربية الحيوانات البرية.