تقرير UTV – الموصل
لم تعد واجهات المباني والبيوت في الموصل تبنى بالرخام الأبيض والإسمنت فقط، بل دخل الطراز الروماني واليوناني والتركي إلى خريطة تصميم الأحياء السكنية والتجارية، أمام محاولات بسيطة للحفاظ على الهوية المعمارية للمدينة، باستخدام الطراز العباسي، بأسلوب حديث.
يثير ذلك التوجه نحو الحداثة في اسلوب العمارة في المدينة، تحفظ بعض المعماريين، على الرغم من عدم ممانعتهم إدخال بعض من تلك اللمسات.
يقول عمار ياسر وهو مهندس مدني موصلي، لـUTV، إن “توجه المهندسين الشباب اليوم الى الحداثة او التجريد في المعمار في واجهات المنازل او العمارات وما الى ذلك لا بأس به”، مردفاً بالقول “لكن من الافضل مواصلة استخدام اسلوب العمارة الاسلامي والتاريخي الذي يحافظ على هوية المدينة”.
ويميل فريق من المعماريين إلى توظيف الزخارف والنقوش الإسلامية والأقواس العباسية، في محاولة للمزج بين البناء القديم والحديث، وتقويض الـ”كوبوند”، الذي يرى مختصون، أنه شوه معالم المدينة وعموم مدن العراق.
يتحدث المهندس المدني احمد العبيدي، لمراسل UTV في الموصل، قائلاً: “مادة الكوبوند صنعت لتغليف المباني التي هي خارج المدن، اما اليوم فنجد ان اغلب المباني في المدينة بدأت تلجأ لهذه المادة”، مبيناً أن “هذا خطأ كبير لأن المدينة اصبحت عبارة عن صفائح ألومينيوم و باتت مشوهة”.
من جانبها تخلي بلدية الموصل مسؤوليتها عن التصاميم المعمارية الجديدة التي لا تمت إلى هوية المدينة صلة، وتعلل ذلك بأن الامر عائد إلى ذوق ورغبة القطاع الخاص”.
يقول مسؤول شعبة التصاميم في بلدية الموصل لـUTV، إن “هناك الكثير من الاعمال الجيدة، لكن البلدية تواصل وضع ملاحظاتها على التصاميم”، ملفتاً إلى أن “العمل في القطاع الخاص يفرض الخضوع لرغبة الزبائن بحسب امكانياتهم المادية واختيارهم للجهة المصممة، وهو ما ينعكس بالتالي على الواقع المعماري للمدينة”.
ولا تمثل العمارة في الموصل، ليست أبنية وتصاميم موروثة فحسب، بل تراكما لتجارب أكثر من أربع حضارات مرت على المدينة، إذ تركت آثارها في عمرانها، مشكلة ملامحها وفقا لشروط الطبيعة والمناخ.
ويبدو أن السلطات لم تعد تتدخل في تصميم المدن ولا تخطيطها، كما كان في العهود السابقة، ما يثير مخاوف المعماريين، من اندثار ملامح العمارة العراقية وضياع هويتها، الممتدة إلى آلاف السنين.