تتعاون نقابات كتاب السيناريو الدولية، التي تمثل 67 ألف كاتب سيناريو محترف في جميع أنحاء العالم، لوضع “إطار أخلاقي” لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو.

وقد وضع اتحاد كتاب السيناريو في أوروبا (FSE) والاتحاد الدولي لنقابات الكتّاب (IAWG) 5 مبادئ حول الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو، وأصدرت المؤسستان قرارا مشتركا سيكون ملزما للنقابات الأعضاء في بلدان تشمل أميركا الشمالية وأوروبا والهند وكوريا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا.

ويمثل الاتحاد 32 منظمة من 26 دولة أوروبية بينما يتألف الاتحاد الدولي للنقابات المهنية من 14 عضواً من 12 دولة بما في ذلك نقابة كتاب السيناريو في شرق الولايات المتحدة ومقرها مدينة نيويورك ونقابة كتاب السيناريو في غرب الولايات المتحدة الأميركية ومقرها لوس أنجلوس.

 

ويشمل الإطار مجموعة من الضمانات تتعلق بالحقوق الأدبية والمالية، بالإضافة إلى الشروط التي تضمن نسبة العمل الإبداعي الأصلي إلى صاحبة، وهي:

  1. الكُتّاب وحدهم هم القادرون على إنشاء “مواد أدبية”، ولا يمكن استخدام النماذج اللغوية الكبيرة/ الذكاء الاصطناعي، لتحل محل الكُتّاب.
  2. ضمان الشفافية حول استخدام المواد التي يولدها الذكاء الاصطناعي إذا تم استخدامها لأداء أي خدمة كتابية على عمل الكاتب (مثل تطوير النص أو إعادة الكتابة).
  3. الحصول على موافقة صريحة على الملكية الفكرية للكُتّاب في حال استخدام أعمالهم الأساسية لتدريب الذكاء الاصطناعي.
  4. ضمان عدم أحقية الذكاء الاصطناعي في حقوق المؤلفين أو حقوق النشر.
  5. ضمان مكافأة عادلة حين يتم تضمين الملكية الفكرية للكُتّاب في برامج الذكاء الاصطناعي.

وقالت كارولين أوتو، كاتبة السيناريو الألمانية ورئيسة الاتحاد الأوروبي للسينما والتلفزيون لمجلة فارايتي: “بينما نشيد بعمل الاتحاد الأوروبي على سن قانون الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك قضايا عالقة فيما يتعلق بالاستخدام غير المصرح به لملكيتنا الفكرية لتدريب نماذج لغوية كبيرة، وعدم اليقين فيما يتعلق بالتأليف وحقوق النشر لمواد السيناريو التي يتم إنشاؤها آليًا”.

وأضافت أوتو: “نعتزم التعبير عن مخاوفنا في ساحات السياسة الوطنية والعالمية على حد سواء، بالإضافة إلى تطوير لغة معيارية يمكن أن يطالب بها كتّاب الأفلام والتلفزيون في عقودهم”.

أشارت كاتبة السيناريو الأيرلندية ورئيسة المجموعة الدولية لكتاب السيناريو الأيرلنديين جينيفر ديفيدسون إلى أنه “يسعى أعضاء المجموعة الدولية لكتاب السيناريو الأيرلنديين إلى البناء على الحماية التي تمكّنت نقابتنا الشقيقة في أميركا، من تحقيقها خلال إضرابهم: أي أن تكون أداة لتعزيز عملية الكتابة لدينا، وليس التقليل من قيمة عملنا أو استبدالنا. في العام الماضي، قمنا بحملة في اليونسكو وهذا العام سننقل موقفنا إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وسندعم بعضنا البعض خلال المفاوضة الجماعية، وسندعو ممثلي مجتمع التكنولوجيا إلى المؤتمر العالمي السادس لكتاب السيناريو في غالواي، أيرلندا”.

وكانت عاصمة السينما العالمية قد شهدت إضرابا بدأ في الثاني من مايو/آيار 2023، واستمر لأكثر من 3 أشهر على خلفية إهدار حقوق كتاب السيناريو باستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أعمالهم وشارك فيه عدد كبير من النجوم بينهم جورج كلوني، كما حاول توم كروز القيام بدور الوسيط بين الجانبين.

تصاعدت الأحداث بشكل لم يسبق له مثيل منذ 60 عاما، إثر القرار المشترك لكل من “نقابة الكتّاب الأميركية” (WGA) و”نقابة ممثلي الشاشة” (SAG)؛ بالإضراب الذي أدى إلى شلل تام في صناعة السينما، وانعكس على المهرجانات السينمائية الكبرى.

ورفعت نقابة الكتاب والاتحاد مطالب بتغييرات على مستوى الصناعة، وضمانات بشأن حقوق المبدعين في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي، ورغم أن الإضراب لا يتضمن منع عرض الأفلام؛ فإنه منع الممثلين من الترويج لأحدث أعمالهم.

وتحول الإضراب إلى زلزال قوي يضرب مفاصل الصناعة، وتوقف الممثلون عن حضور حفلات الترويج لأفلامهم رغم المحاولات الجادة التي يبذلها توم كروز مع الجهات المختلفة للوصول إلى حل يستطيع من خلاله الممثلون ترويج أفلامهم مع التوقف عن التمثيل لحين الوصول إلى حلول.

ووصلت نقابة كتاب السيناريو إلى اتفاق مؤقت مع المنتجين، ودعت أعضاءها إلى العودة إلى العمل وإنهاء إضراب هو الأول بعد أن استمر أكثر من 3 أشهر وشارك فيه نحو 10 آلاف و500 كاتب، وكلف منطقة لوس أنجلوس خسائر بمليار دولار.