كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم الأربعاء عن خطط للتعاون العسكري ومشروعات تمتد من الصواريخ إلى الهبوط على سطح القمر في تعزيز لتحالف يضع مواجهة الصين وروسيا في بؤرة اهتماماته.

وتجلت أهمية اليابان المتزايدة على المسرح العالمي وأهميتها للولايات المتحدة في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض حيث أدلى الزعيمان بآرائهما فيما يتعلق بغزة وإسرائيل وأوكرانيا وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها من نقاط التوتر العالمية.

ونحى بايدن وكيشيدا جانبا النزاع حول عرض شركة نيبون ستيل لشراء شركة يو.إس ستيل، قائلين إن القضية ليست عاملا محورا في مناقشاتهما في يوم حافل بمظاهر الأبهة والاحتفال في البيت الأبيض من المقرر أن يُتوج بعشاء رسمي فخم على إيقاع ألحان الموسيقي بول سايمون.

وقال بايدن بعد نحو ساعتين من المحادثات التي ركزت على منطقة المحيطين الهندي والهادي المضطربة وتصرفات الصين “هذا هو التحديث الأكثر أهمية في تحالفنا منذ بداية تأسيسه”.

وتعزز الولايات المتحدة وحلفاؤها، ومن بينهم اليابان، جيوشهم لمواجهة ما يرون أنه تهديد متزايد من الصين في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وردع أي محاولة للاستيلاء على تايوان، الحزيرة المتمتعة بحكم ذاتي التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

وقال كيشيدا إنهما ناقشا العلاقات المتوترة بين تايوان والصين، وتعهدا بدعم نظام دولي قائم على سيادة القانون. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في الآونة الأخيرة إن التدخل الخارجي لا يمكن أن يوقف “لم شمل أسر” الجزيرة مع الصين القارية.

وقال كيشيدا “المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه غير مقبولة بالمرة، أينما كانت”. وأضاف أن الولايات المتحدة واليابان ستواصلان الرد على مثل هذه الأفعال بما في ذلك التحديات التي تمثلها الصين.

ومضى كيشيدا يقول “فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا… أوكرانيا اليوم قد تكون شرق آسيا غدا” في تحذير من أن ما يحدث في أوكرانيا قد يتكرر في أماكن أخرى.

وتعهد بايدن أيضا بالحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع الصين، وقال إن التحالف الأمريكي الياباني دفاعي بطبيعته. وتحدث بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي.

 

* هيكل عسكري مشترك

جمعت إعلانات بايدن وكيشيدا العدوين القديمين في الحرب العالمية الثانية في أوثق تعاون بينهما منذ أن أصبحا حليفين قبل عقود.

وقال بايدن إن جيشيهما سيتعاونان وسيكون هناك هيكل قيادة مشترك وسيعملان مع أستراليا على تطوير شبكة جديدة للدفاع الصاروخي الجوي. وأعلن الزعيمان أيضا أن رواد الفضاء اليابانيين سيشاركون في مهام إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إلى القمر.

وتوصلت الولايات المتحدة واليابان إلى نحو 70 اتفاقا إجمالا في مجال التعاون الدفاعي، منها إجراءات لتحديث هيكل القيادة العسكرية الأمريكية في اليابان لزيادة قدرتها على العمل المشترك مع القوات اليابانية في الأزمات.

وتضطلع اليابان التي توصف غالبا بأنها أهم حليف للولايات المتحدة في آسيا وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر فيها بدور عالمي متزايد بعد سلسلة تعديلات في قانون الأمن في العقد الماضي غيرت دستورها السلمي.

وسيلقي كيشيدا كلمة أمام الكونجرس الأمريكي غدا الخميس وسينضم إلى بايدن والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن في اجتماع من المتوقع أن يركز على توغلات بكين في بحر الصين الجنوبي.

وعقد الاجتماع في الوقت الذي تكثف فيه الصين ضغوطها على الفلبين في بحر الصين الجنوبي بشأن مناطق تدعي بكين الحق فيها لكنها تتبع الفلبين وفق القانون الدولي.

وقال مسؤول أمريكي إن الصين تحاول عزل اليابان والفلبين. ومن خلال لقائه بزعماء هاتين الدولتين هذا الأسبوع في واشنطن، يستهدف بايدن “تغيير السيناريو وعزل الصين”.

وخفضت وكالة فيتش توقعاتها للتصنيف الائتماني السيادي للصين إلى سلبية اليوم الأربعاء مستندة إلى المخاطر التي تهدد المالية العامة وفي وقت يواجه فيه الاقتصاد حالة من عدم اليقين على نحو متزايد في تحوله إلى نماذج نمو جديدة.

وسيعقد بايدن غدا الخميس أيضا اجتماعا مع ماركوس قبل أن ينضم الزعيمان إلى كيشيدا في قمة ثلاثية.

وقد تدعم الزيارة كيشيدا سياسيا بعد أن تضاءلت شعبيته في الداخل. وحظي كيشيدا باستقبال حافل انتشرت فيه أعلام اليابان بجميع أنحاء واشنطن.

وخيم على الزيارة جدل بشأن صفقة استحواذ مزمعة على شركة الصلب الأمريكية يو.إس ستيل بقيمة 15 مليار دولار من قبل شركة نيبون ستيل اليابانية وهي صفقة يقول البعض إنها “على أجهزة الإعاشة” بعد انتقادات من بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، منافسه في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال كيشيدا حين سئل عن الصفقة إنه يأمل أن تؤتي المناقشات بشأنها ثمارها.

وأضاف “نرغب في توطيد هذه العلاقة المربحة للجانبين”.

وقال بايدن إنه يحافظ على التزامه تجاه العمال النقابيين بشأن هذه القضية.

وتلوح في الأفق أيضا مخاوف يابانية من أنه إذا فاز ترامب بولاية ثانية، فقد يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الصين مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.