مع كل شخصية يقدمها يثبت أنه ممثل مازال لديه الكثير من الإمكانيات التي لا يمكن أن تنضب، وبعد دور الصعيدي في مسلسل “عملة نادرة” الذي قدمه في رمضان العام الماضي، والذي سجل عودته للجمهور بعد غياب 8 سنوات عن الدراما ليعلن من خلال هذا العمل تخليه عن أدوار الكوميديا التي قدمها منذ بداية مشواره الفني، وفي الموسم الحالي استمر في الابتعاد عن الكوميديا للعام الثاني على التوالي بتجسيده شخصية “زيد بن سيحون” في مسلسل “الحشاشين”، وأشار العديد من النقاد إلى أن هذا العمل من أصعب الأدوار الت يقدمها قبل ذلك خلال مشواره الفني، وأكد أحمد عيد في حوار أجراه أنه لم يخطط لتغيير جلده، وأنه يعتبر أي عمل يقدم له بمثابة تحد جديد له.
*كيف جاء ترشيحك للعمل، وما الذي حمسك للمشاركة فيه هذا العام؟
تواصل معي المخرج بيتر ميمي وتحدثنا لساعات طويلة عن تفاصيل الشخصية وطبيعة الدور، ووافقت على العمل، وبعدها التقيت بالكاتب عبد الرحيم كمال الذي قدم لي كل المعلومات حول الشخصية، وتاريخها، وصراعاتها النفسية، والاجتماعية، وسعدت بترشيحي للدور، حيث أسعي دائما لتقديم أعمال تحترم الجمهور المصري والعربي، وهذا الموسم لدينا تجارب مميزة، من ضمنها مسلسل “الحشاشين” فالمسلسل مليء بالعناصر الجيدة التي تجعل أي فنان يتحمس للمشاركة فيه، وأنا لدي يقين داخلي أنه حتى لو كان الممثل مبدعًا ومتفانيًا فإنه لن يحصد النجاح ما لم تتوافر له عناصر مساعدة أخرى على مستوى الإخراج والتأليف والإنتاج.
*وهل كانت هناك تحضيرات خاصة لشخصية زيد؟
بالتأكيد فلقد عقدت جلسات عمل مكثفة مع المؤلف عبد الرحيم كمال، حيث تحدث معي عن الشخصية وتفاصيلها، وشرح لي كل ما يخصها، فشخصية زيد بن سيحون لم تكن شهيرة بحجم حسن الصباح أو حتى صديقيه نظام الملك والشاعر عمر الخيام، فهؤلاء لديهم شهرة واسعة وتتوافر بعض المعلومات عنهم، ومن جانبي وضعت التفاصيل الخاصة بي كممثل من حيث طريقة الصوت والأداء.
*وهل قرأت عن “الحشاشين” خلال البحث؟
قرأت كثيرًا عنهم، وهو موضوع شائك ومتشعب، فالعمل يرصد قصة فرقة اتخذت الإسلام السياسي نهجًا لها لتحقق أغراضًا ومكاسب شخصية، فحسن الصباح هو شخص يعمل من أجل مجد شخصي، والحلقات المقبلة سيرى المشاهد تفاصيل مهمة عنهم.
*وكيف كانت كواليس التصوير؟
كانت ممتعة وسعدت للغاية بالوجود وسط هذا الفريق الكبير الذي كان متعاونا لأبعد الحدود، خاصة مع وجود المخرج بيتر ميمي والمؤلف عبد الرحيم كمال، إضافة إلى وجود نجم كبير بحجم كريم عبد العزيز، فكل هذه العناصر تجعلك مطمئنًا، وأشعر بأنني محظوظ بالعمل معهم، كما كنت أركز على تفاصيل الشخصية والتصوير أيضا بالطبع.
*ماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
فكرة ركوب الخيل و السفر، فالموضوع كان صعبًا بالنسبة لي لأنني لم أكن معتادا على هذا الأمر في حياتي العادية، ولذلك تدربت على ركوب الخيل بمساعدة محترفين حتى أتقنتها، خاصة وأن هناك مشاهد كانت صعبة للغاية لأنها تعتمد على الجري بالخيل بشكل سريع جدا، ومن يشاهد المسلسل سيرى كيف ظهرت بشكل حقيقي دون خوف من الخيل خلال المشاهد التي ظهرت فيها على قدر ما استطعت.
*للعام الثاني على التوالي تبتعد عن الكوميديا في الأعمال التليفزيونية التي تقدمها فما السبب؟
أريد أن أقدم أعمالا متنوعة، وأحاول طول الوقت أن أثبت أنني ممثل يمكنه أن يقدم أي لون درامي، والبحث عن النجاح بشكل جديد وبطرق مختلفة، وأعتبر مسلسل “الحشاشين” طريقي للتأكيد على هذا الأمر، خاصة بعد ردود الأفعال التي وصلتني العام الماضي على دوري في مسلسل “عملة نادرة”، وهو عمل أيضا بعيد عن الكوميديا التي اعتاد المشاهدون رؤيتي أقدمها طوال السنوات الماضية، وبالطبع هناك نسبة من القلق أو التوتر شعرت بها فيما يخص الاستقبال الجماهيري للدور، وقدرتي على تقمص الشخصية، ولكن المذاكرة الجيدة للشخصية وإتقان الدور، والبحث عن أدق التفاصيل تخدم الشخصية وتضيف إليها وللعمل، وتساهم في نجاح الدور.
*ولكن هل ترغب في العودة للأعمال الكوميدية مرة أخرى؟
بالتأكيد وبالفعل لدي مشروع لفيلم سينمائي أرغب في تنفيذه، ولكني لا أحب التعامل مع المنتجين بشكل لا يتناسب مع توقعاتي ما يعطل اتخاذ خطوات جادة لتنفيذ الفيلم، فعودتي للكوميديا ليست مرتبطة بوقت محدد، ولكنها مرتبطة بظروف معينة خاصة بالإنتاج، فهدفي الدائم حتى مع الكوميديا تقديم أعمال تضيف لي.
*وماذا عن فيلم “أهل الكهف”؟
منتظر عرضه خلال العام الجاري، وأقدم من خلاله دور “الراعي مليخا”، وهو استمرار لبعدي عن الأعمال الكوميدية، وتقديم نفسي للجمهور بشكل جديد، فالفنان الحقيقي يستطيع لعب أي دور، فالأحداث مأخوذة عن رائعة الكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم، التي دارت أحداثها العام 250 ميلادية، وقدمت في مسرحية تونسية العام 1964، وفي مسلسل إذاعي مصري.