طالما كانت حكايات “ألف ليلة وليلة” من الأمور التي نحب أن نقرأها وإن كانت هناك فرصة لتقديمها على الشاشة يكون من الأمور الجلية التي ينتظرها الجمهور للرجوع إلى عالم الخيال والفانتازيا، عالم ساحر يجذبنا إلى أن نتعايش مع تفاصيله، والتي غابت عن الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، وهو ما يقدمه هذا العام في السباق الرمضاني النجم ياسر جلال من خلال مسلسل “جودر”.
وفي حوار له كشف ياسر جلال عن أسباب اختياره لهذه الشخصية لتقديمها هذا العام بعد سلسلة من الأعمال الاجتماعية المليئة بالإثارة والتشويق، وكواليس التصوير التي استغرقت فترة طويلة، ورأيه في مشاركة عدد كبير من نجوم العمل، وكواليس مشاركته مع النجمة نور اللبنانية للمرة الثالثة في عمل تلفزيوني.
*لأول مرة منذ سنوات تقدم عملا ليس اجتماعيا لتعود إلى عمل يعتبر تاريخيا.. هل تعتقد أنه سيحقق نفس النجاح الذي حققته في السنوات الماضية؟
أهم ما يميز العمل أنه عودة إلى الأعمال التاريخية، وإعادة إحياء قصص “ألف ليلة وليلة” للأجيال الجديدة، فهذه القصص كانت دائماً على مائدة الدراما الرمضانية، وتوقفت لفترة، لكن في هذا العام تعود بشكل ومضمون مختلفين من خلال حكاية “جودر” المليئة بالتشويق والمغامرة، والتي تم تنفيذها بشكل حديث ومعاصر، وبصناعة عالية المستوى، فنياً وتقنياً واحترافية في الغرافيك.
وأتمنى أن ينال العمل استحسان المشاهدين في رمضان، خصوصاً أنه تجربة جديدة وفريدة من نوعها بالنسبة لي، فالعمل مختلف في مسيرتي وأقدم من خلاله تجربة نادرة، وأنا سعيد بها وحاببها وبذلت كل المجهود الذي أقدر عليه، حيث أجسد شخصيتين هما “شهريار” وقصة عقدته من النساء، و”جودر” الذي يعيش صراعاً مع الأشرار، وأتمنى أن أرى صدى هذا المجهود في عيون ونفوس ومشاعر المشاهدين. ربنا يوفقنا ويوفق كل زملائنا.
*ما الذي حمسك للمشاركة في هذا العمل؟
تربيت أنا وجيلي على حواديت ألف ليلة وليلة، التي كان يقدمها التلفزيون المصري من قبل، وشارك في تقديمها كبار النجوم، وكان هذا العالم من الحواديت والحكايات تتخلله أساطير وأحداث جميلة ومشوقة وممتعة، وأعتقد أنه من الممكن أن يحب الناس مشاهدة هذا اللون، وكان سبب غياب هذه النوعية من الأعمال هو عدم وجود شخص قادر على كتابة هذا اللون، وتجمعني علاقة طيبة بالمؤلف أنور عبد المغيث، وهو كان بعيدا عن مصر من فترة طويلة، فتواصلت معه وعلمت أن لديه سيناريو ألف ليلة وليلة، وأخذته منه وعرضت العمل على الشركة المتحدة، وتحمسوا لإنتاجه، لأن المؤلف كتب العمل بشكل جيد.
*ألم تتخوف من المقارنة بين “جودر” وبين ما قدم من قبل من “ألف ليلة وليلة”؟
لا مجال للمقارنة بين الأساتذة العظماء الذين قدموا حكايات من قصص “ألف ليلة وليلة”، فنحن نحاول تقديم قصة جديدة بشخصيات مختلفة، واجتهدنا في تكوين حالة فنية فريدة بشكل عصري، اعتمدنا فيها على التقنيات التصويرية والإخراجية الحديثة التي لم تكن موجودة سابقاً، والحكم في نهاية الأمر للجمهور.
*هل تخوفت أن يستغرب الجمهور من اسم “جودر”؟
لا وجود لأي تخوف بأن اسم جودر سيكون غريبًا على الجمهور، جودر هو أحد حواديت ألف ليلة وليلة بعنوان “جودر ابن عمر المصري” والمسلسل تدور أحداثه أن هناك حكيمًا اسمه الشمردل، أفنى عمره في دراسة العلوم وتوصل إلى أربعة كنوز، وعندما شعر بأنه سيفارق الحياة خشي أن هذه الكنوز تقع في أيدي القوى الشريرة وكوّن رصدا على اسم عشوائي من حروف الهجاء، وكون اسم جودر، ويجب أن تكون والدته اسمها فاطمة ووالده اسمه عمر، ومن هنا تبدأ الحكاية، بالإضافة إلى أن الجمهور اعتاد على هذا الاسم عندما شاهد إعلانات المسلسل الترويجية، مثلا قصة سندباد عندما شاهدناها اعتدنا الاسم.
*ما هي التحضيرات الخاصة لهذا العمل؟
كل عمل أقوم به أستعد له بمذاكرة النص وأدرس أبعاد الشخصية كالبعد الجسدي والمادي وملامح الوجه وكذلك وضعه الاجتماعي سواء كان أميرا أو ملكا أو فقيرا أو موظفا، وكذلك البعد النفسي كمشاعره وأحاسيسه وطموحاته، وبالطبع شكلي المختلف ضمن أحداث المسلسل أثر عليّ، وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم بتغيير شكلي بالكامل، فقد حدث ذلك من قبل عندما شاركت في مسلسل “الاختيار”، وفي مسلسل “جودر” غيرت لون شعري وذقني وقال لي الكثيرون إني صغرت 20 عاما، ولكن أنا كياسر جلال أحب أن أعيش بشكلي الطبيعي لكني ممثل أغير من شكلي حسب طبيعة كل شخصية أجسدها.
نور صديقتي جدا وشخصية محترمة وملتزمة لأبعد حد وأكون سعيدا بالعمل معها، كما أن الشركة المنتجة للعمل رأت أن نور أفضل فنانة تقوم بتجسيد شخصية “شواهي” أم “الدواهي”، مشيرا إلى أنها قدمت الدور ببراعة وستكون مفاجأة للجمهور في رمضان 2024.
كما أنني سعدت بالتعاون مع فريق عمل المسلسل بالكامل الذين تعاونوا معي بكل حب من أجل إظهار عمل فني يليق بمستوى الأعمال الفنية التي قدمت في السابق عن قصص “ألف ليلة وليلة”، ومنهم الأستاذ محمود البزاوي الذي أحب أن أوجه له تحية لأنه يقدم دورا عظيما، كما أنني سعيد بالتعاون المثمر مع الكاتب أنور عبد المغيث بعد فترة غياب طويلة له عن الكتابة للدراما التلفزيونية، ومع المخرج إسلام خيري، الذي أضاف لي الكثير في مسيرتي الفنية، حيث تولى تنفيذ أحد الأعمال التي ستكون مفاجأة للجمهور على الرغم من الصعوبات التي حدثت خلال فترة التصوير.
*ما هي الصعوبات التي حدثت وقت التصوير؟
من أول تلك الصعوبات كانت الملابس الخاصة بالعمل والاكسسوارات كونها مختلفة عن أي عمل فني آخر وكذلك أماكن التصوير غير التقليدية، وأحيانا التصوير يحتاج لدخان كثيف لتظهر تغييرات في الصورة وبالتالي نواجه صعوبة في التنفس وأحيانا نقوم بالتصوير في أماكن حارة ونرتدي ملابس ثقيلة والعكس وأحيانا نقوم بالتصوير في أماكن واعرة مثل الجبال والكهوف.
*هل ترى أن مسلسل “جودر” كان يصلح للعرض خارج رمضان؟
مسلسل “جودر” يصلح للعرض في أي وقت سواء داخل أو خارج الموسم الدرامي وفي الأغلب أعمال ألف ليلة وليلة تعرض في شهر رمضان كما اعتدنا، خاصة أنها لم تقدم منذ فترة وكانت فرصة أننا نقدمها مرة جديدة لأن معظم الأجيال الحالية لم تشاهدها ولا تعرف شيئا عن شهرزاد وشهريار.
*هل المسلسل 15 حلقة؟
مسلسل “جودر” 30 حلقة والشركة المنتجة فضلت أن تقسم المسلسل إلى جزءين، أول 15 حلقة ستعرض في رمضان 2024 والجزء الثاني سيعرض في رمضان 2025 أو بعد عرض الجزء الأول بأشهر قليلة، نحن نتابع تصوير الـ30 حلقة، وكل مسلسل على حسب فكرته وموضوعه.