مع حلول غروب الشمس، تبدأ أجواء الشهر الكريم بالظهور بشكل أوضح، حاملة معها نسمات رمضانية عذبة، وبينما ينساب صوت المؤذن عبر أرجاء المكان، داعيا إلى أداء صلاة المغرب، تزين الفوانيس الرمضانية أجنحة المعرض، وتنتشر رائحة العود في أرجائه.

تقام صلاة التراويح في خيمة كبيرة تم إنشاؤها خصيصا لهذه المناسبة.

وبعد صلاة التراويح، تبدأ فعاليات معرض “إكسبو 2023″ المتنوعة بالدوحة، حيث يقدم المعرض طوال شهر رمضان برنامجا غنيا بالفعاليات التي تتنوع بين الثقافية التراثية والدينية والرياضية سواء كانت من قطر أو دول عربية كالسودان ولبنان وغيرهما.

كما يقدم عروضا مسرحية وفنية تناسب جميع أفراد العائلة، ويتم تنظيم ندوات وورش عمل حول مواضيع ثقافية متنوعة، وتقام مسابقات ثقافية وتوزيع جوائز على الفائزين.

وتعد “عنة إكسبو” في المنطقة الثقافية بمثابة بوابة عبور إلى الماضي، حيث تقام الفعاليات التراثية التي تجسد الهوية القطرية، وتتاح الفرصة للأجيال الجديدة لخوض رحلة عبر الزمن، واكتشاف حياة الأجداد، والتعرف على تراثهم وثقافتهم وحياتهم اليومية بكل تفاصيلها.

كما تشمل الفعاليات عروضا للفنون التقليدية القطرية، مثل العزف على العود والطبلة، والرقص التقليدي، والعروض الثقافية المتنوعة، لتكون فرصة للزوار للاستمتاع بتجربة تراثية أصيلة والتعرف على التقاليد والثقافة القطرية.

ومن أبرز الفعاليات في الجناح القطري فعالية “المطوع” التي تقام بعد صلاة التراويح، حيث يعتبر المطوع تقليدا قطريا قديما.

و”المطوع” هو شخص يجمع الأطفال حوله وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية ليطوفوا في أروقة الفريج، ويؤدوا “التحميدة” مرددين أدعية التحميد والتهليل والشكر لله.

ومن بين العبارات التي يرددها الأطفال خلف “المطوع”، “الحمد الله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. سبحانه من خالق سبحانه.. بفضله علمنا القرآن.. نحمده وحقه أن يحمدا.. حمدا كثيرا ليس يحصى عددا.. طول الليالي والزمان سرمدا.. أشهد بأن الله فرد واحد.. وأن رسوله النبي الأمجاد”.

ويجسد “المطوع” صورة من حياة الفرجان القطرية القديمة، حيث كان يتمتع بمكانة خاصة بين الأهالي، وكان محبوبا ومهابا، ويلعب دورا مهما في حل المشكلات والخلافات.

وبالإضافة إلى ذلك، كان “المطوع” مسؤولا عن تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط.