اتهم فلاديمير بوتين أوكرانيا بمحاولة عرقلة الانتخابات الرئاسية الروسية التي من المؤكد تقريبا أنها ستمنحه ست سنوات أخرى في الكرملين وقال إن موسكو ستعاقب كييف على أحدث هجماتها.

وشهد أول يوم من أيام التصويت الثلاثة اضطرابات تضمنت سكب أصباغ في صناديق الاقتراع وإلقاء عبوة حارقة على مركز اقتراع في مسقط رأس بوتين، وتقارير عن هجمات إلكترونية.

وأدلى ملايين الروس بأصواتهم في المناطق الزمنية الإحدى عشرة في البلاد وقال مسؤولون إن نسبة المشاركة في اليوم الأول زادت عن 35 بالمئة.

وألقت حرب أوكرانيا بظلالها على عملية التصويت وتحدث بوتين عن قصف متكرر للمناطق الغربية في روسيا ومحاولة 2500 من وكلاء أوكرانيا العبور إلى منطقتين روسيتين بالدبابات.

وقال بوتين الذي بدا واضحا عليه الغضب في اجتماع لمجلس الأمن الروسي “ضربات العدو هذه لن تمر دون عقاب”.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات نفذتها جماعات مسلحة روسية تعارض الكرملين وتتخذ من أوكرانيا قاعدة.

قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما روسيا بالصواريخ الباليستية أصاب منطقة سكنية في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود في أوكرانيا، فقتل 20 شخصا على الأقل وإصاب أكثر من 70 آخرين، في أعنف هجوم روسي منذ أسابيع. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا ستتلقى “ردا ملائما” على ما وصفه بالضربة “الخسيسة”.

وفي خضم حرب أوكرانيا، وهي الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يهيمن الرئيس الروسي البالغ من العمر 71 عاما على المشهد السياسي في البلاد، ولا يمثل أي من المرشحين الثلاثة الآخرين أي تحد يذكر له.

ويحق لأكثر من 114 مليون روسي التصويت، من بينهم مقيمون فيما تسميه موسكو “الأراضي الجديدة”، وهي أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية جزئيا فقط لكنها تزعم أنها جزء من روسيا. وتقول أوكرانيا إن تنظيم الانتخابات هناك غير قانوني وباطل.

وأظهر مقطع مصور نشره الكرملين بوتين وهو يدلي بصوته عبر الإنترنت ويلوح لفترة وجيزة أمام الكاميرا. وأصبح بمقدور الروس في نحو ثلث البلاد التصويت إلكترونيا لأول مرة في الانتخابات الرئاسية، وهو أمر يقول منتقدون إنه لا يمكن التحقق منه وعرضة لإساءة الاستخدام.

وقال ستانيسلاف أندريشوك الرئيس المشارك لمجموعة جولوس لمراقبة الأنتخابات التي تصفها روسيا بأنها “عميل أجنبي” لرويترز في مقابلة عبر الهاتف “هذه هي الانتخابات الأكثر انغلاقا وسرية في تاريخ روسيا”.

 

* هجمات بالأصباغ

قالت تقارير وسائل إعلام روسية إن صناديق الاقتراع تعرضت لسكب أصباغ عليها في موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، ومنطقة قراتشاي-تشركيسيا في منطقة القوقاز، في احتجاجات مناهضة للكرملين فيما يبدو.

وأظهرت لقطات كاميرات مراقبة حادثة سكب أصباغ لامرأة شابة تضع ورقة الاقتراع قبل أن تسكب بهدوء سائلا أخضر في صندوق الاقتراع. وشوهد شرطي وهو يعتقلها بعد ذلك مباشرة.

وذكر موقع فونتانكا الإخباري أن زجاجة مولوتوف ألقيت على مركز اقتراع في سان بطرسبرج، وألقي القبض على امرأة تبلغ من العمر 21 عاما. ورُصدت محاولات إحراق متعمد في مراكز اقتراع في موسكو وسيبيريا.

وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية الروسية، إيلا بامفيلوفا، إن مرتكبي مثل هذه الأعمال يواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وأشارت إلى أنهم حصلوا على أموال للإقدام عليها من الساعين لتعطيل التصويت.

وقالت بامفيلوفا “لتنصتوا جميعا” قبل أن تتلو المادة الخاصة بعقوبة تعطيل عمل اللجان الانتخابية في القانون الجنائي.

ويقول الكرملين إن بوتين، الذي يتولى السلطة كرئيس البلاد أو رئيس للوزراء منذ عام 1999، سيفوز لأنه يحظى بدعم من جميع فئات المجتمع من أجل إنقاذ روسيا من فوضى ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والتصدي لما يصفه بالغرب المتعجرف العدائي.

* الحاكم المخضرم

أمر بوتين بغزو شامل لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين قوات كييف من جهة والأوكرانيين الموالين لروسيا ووكلاء روسيا من جهة أخرى.

وإذا أكمل بوتين فترة السنوات الست في ولايته الجديدة، سيتفوق على الدكتاتور السوفييتي جوزيف ستالين وسيصبح أطول حكام روسيا بقاء في السلطة منذ الإمبراطورة كاترين الثانية في القرن الثامن عشر.

ويعتبر الغرب بوتين مستبدا ومجرم حرب. ووصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه قاتل و”مجنون لعين”.

لكن في روسيا، ساعدت الحرب بوتين على تشديد قبضته على السلطة وتعزيز شعبيته لدى الروس، وفقا لاستطلاعات رأي ومقابلات مع مصادر روسية رفيعة المستوى.

وتوفي أليكسي نافالني، أبرز سياسي معارض في روسيا، فجأة في سجن بالقطب الشمالي الشهر الماضي، وتم نفي معارضي الكرملين الآخرين أو سجنهم.

وتقول المعارضة إن الانتخابات ليست إلا عملية صورية ودعوا الناس إلى الاحتجاج من خلال التوجه للتصويت في نفس الوقت ظهر يوم الأحد في كل منطقة من المناطق الزمنية الإحدى عشرة في البلاد.