اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن سلفه دونالد ترامب بتهديد الديمقراطية والخضوع لروسيا كما سعى لتهدئة الغضب من دعمه للهجوم الإسرائيلي على غزة، وذلك في خطاب لحالة الاتحاد استعرض فيه مواقفه ضمن سعيه لإعادة انتخابه في وقت لاحق من العام الجاري.

وتحدث بايدن أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لمدة 68 دقيقة، في خطاب حظي بمتابعة كبيرة من أجل الاطلاع على أداء الرئيس البالغ من العمر 81 عاما ومقترحاته السياسية.

ووجه بايدن انتقادا مباشرا لترامب،متهما إياه بالتستر على حقيقة هجوم السادس من يناير كانون الثاني 2021 على الكابيتول والخضوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرقلة مشروع قانون لتشديد القيود على الحدود الأمريكية مع المكسيك.

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أكد بايدن أنه يعمل على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، وحذر الأخيرة من استخدام المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة ورقة للمساومة.

وركز في تصريحاته على ترامب، وإن لم يذكره بالاسم.

استهل بايدن خطابه بالقول إن الديمقراطية مهددة في الداخل والخارج وانتقد ترامب بسبب تعليقاته التي دعا فيها بوتين إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي الأخرى إذا لم تنفق المزيد على الدفاع.

وقال بايدن “الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريد… أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول”.

كما وجه بايدن، الذي يضغط على الكونجرس لتوفير تمويل إضافي لأوكرانيا لحربها مع روسيا، رسالة لبوتين مفادها أن الولايات المتحدة “لن تتخلى” عن حليفتها.

ورد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال) بانتقاد بايدن، وكتب “قال إنني انحنيت للزعيم الروسي. لقد أعطاهم كل شيء، بما في ذلك أوكرانيا”.

وأعطى الخطاب فرصة لبايدن، الذي تراجعت معدلات شعبيته، للتحدث مباشرة إلى الملايين عبر شاشات التلفزيون عن رؤيته فيما يتعلق بتوليه الرئاسة لولاية أخرى مدتها أربع سنوات.

وقارن بايدن بين مواقفه ومواقف ترامب بشأن الديمقراطية وحقوق الإجهاض والاقتصاد.

واتهم بايدن ترامب والجمهوريين بمحاولة إعادة كتابة التاريخ فيما يتعلق بأعمال الشغب في الكابيتول في السادس من يناير كانون الثاني من عام 2021 التي قام بها أنصار للرئيس السابق كانوا يسعون لإلغاء فوز بايدن بانتخابات عام 2020.

وقال بايدن “سلفي وبعضكم هنا يسعون إلى دفن الحقيقة بشأن السادس من يناير. لن أفعل ذلك… لا يمكنكم أن تحبوا وطنكم إلا عندما تفوزون”.

ويواجه بايدن استياء بين التقدميين في الحزب الديمقراطي بسبب دعمه لإسرائيل في حربها في غزة، ومع ذلك تم استقباله بالهتاف والتصفيق.

وتظهر استطلاعات الرأي تقاربا شديدا في السباق المرتقب بين بايدن وترامب (77 عاما). وتجري الانتخابات في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

وشدد بايدن على دعمه للحق في الإجهاض وتعهد بجعله قانونا للبلاد إذا صوت الأمريكيون لصالح عدد كاف من المشرعين الديمقراطيين.

كما أكد مجددا سعيه لجعل الأثرياء والشركات يدفعون المزيد من الضرائب، وكشف عن مقترحات تشمل زيادة الحد الأدنى للضرائب على الشركات والأمريكيين الذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون دولار.

 

* بايدن يضع خطة لميناء في غزة

سعى بايدن إلى تهدئة الغضب الذي يشعر به كثيرون في حزبه من دعمه للهجوم الإسرائيلي على غزة. وأعلن أن الجيش الأمريكي سيشيد ميناء مؤقتا على ساحل القطاع على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

وقال بايدن “للقيادة الإسرائيلية أقول: المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون أمرا ثانويا أو ورقة مساومة… حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون أولوية”.

واختتم بايدن خطابه بالإشارة إلى عمره، قائلا “سواء كنت صغيرا أو كبيرا، كنت أعرف دائما ما الذي سيدوم”.

وسلط الضوء على أن عمر ترامب قريب من عمره، قائلا “الآن يرى آخرون في نفس عمري الأمور بشكل مختلف”، في إشارة إلى الاختلاف في وجهات النظر بينهما.