على طاولة الكونغرس الأميركي وضعت وحدة الأبحاث التابعة له تقريرا يدرس مستقبل الوجود العسكري في العراق والتغييرات المحتملة له وتأثيرها بالمصالح الأميركية، ومنع توسع نفوذ إيران في المنطقة، بعد الهجمات المتبادلة بين الفصائل والقوات الأميركية. جملة أسئلة طرحها التقرير أمام المشرع الأميركي تتضمن بحث مخاطر الصراع الأوسع وتأثيره في العمليات داخل سوريا وأمن سفارة واشنطن ومهمة الناتو في العراق، وبالتالي أمن العراق والمنطقة.
يشير تقرير الكونغرس إلى هواجس الحكومة العراقية إزاء مخاطر تهديد الأمن بفعل المواجهات بين الفصائل والقوات الأميركية، ويقول إن بغداد تسعى إلى إنهاء وجود التحالف الدولي لمحاربة داعش والدخول في محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي. ويشير التقرير إلى تصريح وزير الدفاع لويد أوستن بأن المباحثات تطور مهمة التحالف وتمكن من الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة.
ويطرح التقرير سيناريوهات قد تنتج عن اجتماعات اللجنة العسكرية العليا بين العراق والولايات المتحدة، إذ يقول إنها قد تقود إلى تغييرات جوهرية أو جزئية أو لا تؤدي إلى حدوث أي مستجدات على الوجود العسكري الأميركي، وهو ما أشار إليه تصريح سابق للمتحدث باسم البنتاغون، قال فيه إن اجتماع اللجنة العسكرية ليس تفاوضا حول انسحاب القوات الأميركية من العراق.
ويبدو أن تقرير وحدة الأبحاث التابعة للكونغرس لا يخلو من الإشارات التحذيرية، التي وردت على شكل أسئلة تتعلق بإجراء تغييرات على أنماط المساعدة الأميركية للشركاء العراقيين والسوريين؛ وتوافق الهجمات على الأفراد الأميركيين والضربات الأميركية المقابلة مع قرار سلطات الحرب والتفويضات التشريعية لعامي 2001 – 2002، لاستخدام القوة العسكرية وطلبات الحصول على تمويل منتظم وتكميلي.
تزامن التقرير الأميركي مع استقبال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفدا من الكونغرس الأميركي لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وقد جدد السوداني تأكيد سعي العراق إلى علاقة متوازنة مع محيطه الإقليمي والدولي، بما يحفظ السيادة الوطنية للعراق، ويدعم استقرار المنطقة وأمنها.
تقرير: مهند المشهداني