UTV – البصرة
بناء مصنع للبتروكيماويات في البصرة يحمل اسم “النبراس”، صفقة تهاوت بعد اعلان شركة “شل” عملاق الطاقة في العالم انسحابها من المحادثات مع العراق لأسباب ترتبط بتغيير سياستها في الاستثمار بهذه الصناعة، مع تأكيدها الاستمرار بدعم المشروع عبر شركاتها بتطوير شركة غاز البصرة بوصفها مستثمرا رئيسا.
وسارعت الحكومة إلى توجيه وزارتي الصناعة والنفط بدراسة خيارات أخرى تتلاءم مع الواقع الجديد للغاز بعد توقيع العقد الاستثماري مع شركة توتال الفرنسية. مع ذلك يقرأ متخصصون في انسحاب “شل” رسالة تحمل صورة قاتمة عن البيئة الاستثمارية في البلاد.
ويقول أحمد جاسم، متخصص في الطاقة، إن “انسحاب هذه الشركة التي تسيطر على حصة سوقية كبيرة في مجال الطاقة من المؤكد سيكون له تأثير على الاقتصاد العراقي ويعطي رسالة الى الشركات العالمية الأخرى بأن البيئة الاقتصادية والاستثمارية غير صالحة، ولا تشجع كبريات الشركات العالمية على الدخول الى الاقتصاد العراقي، اما من ناحية إيجاد البديل اكيد هناك بدائل متاحة لكنها ربما لن تكون بمستوى الشركات العالمية”.
ويعود تاريخ مشروع النبراس الى عام 2015، حين وقعت شل مع العراق صفقة مبدئية بقيمة 11 مليار دولار، لبناء مجمع للبتروكمياويات ينجز في ست سنوات، من شأنه جعل البلاد من أكبر منتجي هذه الصناعة في الشرق الأوسط، لكن المشروع الان عاد الى نقطة الصفر، ليبقى العراق معتمدا على الشركة العامة للصناعات البتروكيماوية التي تعاني من تقادم في معداتها المستوردة منذ سبعينيات القرن الماضي.
ويقول نعيم صباح، معاون عميد كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة البصرة، إن “وسائل الإنتاج الموجودة في المعمل تعد متخلفة مقارنة بما هو موجود في العالم من طرق انتاج حديثة، واستخدام نفس المعمل يعني انتاج مواد رديئة، إضافة الى ان كمية الإنتاج لا تعتبر فيها وفرة اقتصادية، فأكيد الاستثمار وإعادة هيكلة المصنع سيجعله ينتج بشكل كفوء”.
وما زالت فرصة انشاء مصنع للبتروكمياويات في العراق قائمة، لا سيما مع ما يمتلكه البلد من احتياطيات كبيرة من النفط والغاز تؤهله ليصبح مركزا دوليا للصناعات البتروكيماوية.
ويبقى العراق بحاجة إلى خطة تنموية شاملة لتعافي هذا القطاع من جديد لكونه يمر في أسوأ مراحله بسبب تقادم وتوقف معظم خطوطه الإنتاجية.
تقرير: سعد قصي