قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة “جاوز الحد” وأشار إلى أنه يعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للقتال بينما يسعى دبلوماسيون لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحا طرحته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض أمس “أرى، كما تعلمون، أن طريقة الرد في قطاع غزة جاوزت الحد”.

تأتي تصريحات بايدن، وهي واحدة من أشد انتقاداته حدة حتى الآن لحكومة نتنياهو، في وقت يتعرض فيه الرئيس الديمقراطي لضغوط داخلية متزايدة للضغط على إسرائيل لوقف القتال.

وذكر بايدن أيضا أنه يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين ووقف مؤقت للقتال من أجل السماح بالإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

وقال بايدن “أضغط بشدة حاليا من أجل وقف لإطلاق نار يتعلق بالرهائن… هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعا، والكثير من الأبرياء الذين يعيشون في كرب ويموتون، ويجب أن يتوقف ذلك”.

ومما يدل على أن الجهود الدبلوماسية لم تنته بعد، وصل وفد من حماس يرأسه القيادي البارز في الحركة خليل الحية إلى القاهرة أمس لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار مع مصر وقطر اللتين تتوسطان في أحدث المساعي الدبلوماسية.

وقال نتنياهو يوم الأربعاء إن الشروط التي طرحتها حماس من أجل وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر “مضللة” وتعهد بمواصلة القتال وقال إن النصر بات قريبا وعلى بعد أشهر فقط.

ويأمل سكان غزة في إقرار وقف لإطلاق النار في الوقت المناسب لتفادي هجوم إسرائيلي محتمل على مدينة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة التي يقيم فيها حاليا أكثر من مليون شخص يعيش كثيرون منهم في خيام مؤقتة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن أي عملية إسرائيلية في رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب لمحنة المدنيين ستكون “كارثة” وأضاف “أننا لن نؤيدها”.

وقال سكان إن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق من المدينة صباح أمس مما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل في غارات على منزلين. كما قصفت دبابات بعض المناطق في شرق رفح مما زاد مخاوف السكان من هجوم بري وشيك.

وبكى مشيعون على جثث القتلى الذين سقطوا في الغارة الجوية التي استهدفت حي تل السلطان. وكانت الجثث ملفوفة في أكفان بيضاء وحمل رجل جثة طفل صغير في كيس أسود.

وقال محمد أبو حبيب وهو أحد المقيمين في رفح “فجأة بلمح البصر هيك بالليل بتنزل صورايخ على أطفال ونساء ورجال مسنين بالعمر مقابل إيش؟ وبالذات ليش؟ عشان بدنا يصير هدنة ويصير اتفاق، ما قبل الهدن بيصير عدنا هيك”.

وقال عماد (55 عاما)، وهو أب لستة أبناء فر من منزله في مكان آخر إلى رفح إنه لم يعد لديهم مكان يهربون إليه. وأضاف “احنا ظهرنا للسلك الحدودي ووجوهنا للبحر، وين بدنا نروح؟”.

وتقول إسرائيل إنها تتخذ إجراءات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وتتهم مسلحي حماس بالاندساس بين المدنيين، بما في ذلك في مدارس مستخدمة كملاجئ ومستشفيات، وهو ما يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين. ونفت حركة حماس هذه الاتهامات.

وحذرت وكالات إغاثة من وقوع كارثة إنسانية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باقتحام إحدى آخر المناطق المتبقية التي لم تدخلها قواتها خلال هجومها البري على قطاع غزة حيث الأشخاص في أمس الحاجة إلى مأوى.

وقالت أم مهدي حنون وهي تقف بين الأقفاص داخل مزرعة للدواجن حيث تعيش أسرتها الآن مع أربع أسر أخرى “اليوم إحنا نعيش في مكان مؤهل للحيوانات.. تخيل طفل ينام في قفص دجاج”.

وأضافت “المكان سيء جدا. المياه بتنزل علينا. البرد قارس جدا جدا على الأطفال والكبار والمرضى… أحيانا بنتمنى أنه مايطلعش علينا الصبح”.

أطلقت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد هجوم شنه مقاتلون من حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 27840 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 67 ألفا آخرين منذ بدء الصراع.