يسابق وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر الزمن للتوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ أربعة أشهر في قطاع غزة بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مهمة بالشرق الأوسط إنه لا يزال هناك أمل في التوصل إلى اتفاق.
وقال بلينكن إنه لا يزال يرى مجالا للتفاوض. ومن المقرر أن يتوجه وفد من حماس يقوده خليل الحية اليوم الخميس إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مصر وقطر بشأن وقف لإطلاق النار.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء أحدث مقترح لحماس ووصفه بأنه “واهم” فيما حثت حماس الفصائل الفلسطينية المسلحة على مواصلة القتال.
وقال بلينكن أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة في أحد فنادق تل أبيب “من الواضح أن هناك أشياء غير مشجعة في ما طرحته (حماس)”، دون أن يحدد ما هي هذه الأشياء.
وتابع “لكننا أيضا نرى مساحة لمواصلة المفاوضات لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى اتفاق. وهذا ما نعتزم القيام به”.
وقبل عودته إلى الولايات المتحدة، من المقرر أن يعقد بلينكن اجتماعات في إسرائيل اليوم الخميس، بما في ذلك مع أفراد من عائلات رهائن ما زالوا محتجزين في غزة ويطالبون نتنياهو بجعل تحريرهم على رأس أولوياته.
وتقترح حماس وقفا لإطلاق النار لمدة أربعة أشهر ونصف، يتم خلالها إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع والتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
وجاء مقترح حماس ردا على مقترح وضعه قادة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وتولى وسطاء قطريون ومصريون تسليمه للحركة الأسبوع الماضي.
وقال ستة مسؤولين ومستشارين إسرائيليين لشبكة إن.بي.سي نيوز إن إسرائيل ستكون مستعدة للسماح لرئيس حماس في غزة يحيى السنوار بالخروج إلى منفى مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء حكومة حماس في القطاع.
وردا على مقترح حماس، جدد نتنياهو تعهده بتدمير الحركة وقال إنه لا يوجد خيار أمام إسرائيل سوى القضاء عليها.
وقال للصحفيين أمس الأربعاء “الرضوخ لمطالب حماس الواهمة… لن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن فقط، وإنما سيقود لمذبحة أخرى. إنه سيؤدي إلى كارثة خطيرة لدولة إسرائيل لا يرغب أي من مواطنينا في قبولها”.
وأكد أن “استمرار الضغط العسكري أمر ضروري للإفراج عن الرهائن”.
وأطلقت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد هجوم شنه مقاتلون من حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إنه تأكد مقتل ما لا يقل عن 27585 فلسطينيا، ويُخشى أن يكون الآلاف مدفونين تحت الأنقاض.
وفي الهدنة الوحيدة حتى الآن، التي استمرت لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر تشرين الثاني، تم إطلاق سراح 110 من الرهائن وأفرجت إسرائيل عن 240 معتقلا فلسطينيا.
ويواجه نتنياهو، الذي وصلت شعبيته في الداخل لأدنى مستوياتها، ضغوطا شعبية لمواصلة العمل مع الوسطاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق في غزة.
وأظهر استطلاع لآراء الإسرائيليين نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز بحثي غير حزبي، هذا الأسبوع أن 51 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن استعادة الرهائن يجب أن تكون الهدف الرئيسي للحرب في حين قال 36 بالمئة إن الهدف يجب أن يكون الإطاحة بحماس.
وتعتبر واشنطن اتفاق الرهائن والهدنة جزءا من خطط لحل أوسع للصراع في الشرق الأوسط يؤدي في نهاية المطاف إلى مصالحة بين إسرائيل وجيرانها العرب وإقامة دولة فلسطينية.
ويعارض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر وضعته السعودية شرطا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
* إسرائيل توسع هجومها على رفح
ركزت إسرائيل عملياتها خلال الفترة الماضية على مدينة خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، لكنها قالت الأسبوع الماضي إنها ستوسعها لتشمل رفح حيث يتواجد نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقد نزح بعض هؤلاء الأفراد عدة مرات هربا من الهجمات الإسرائيلية ويواجهون نقصا حادا في الغذاء وخطر الإصابة بالأمراض.
وعلى الأرض في جنوب غزة، قال سكان إن إسرائيل كثفت هجومها على رفح على الحدود مع مصر في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. وتقول إسرائيل إن رفح أصبحت الآن معقلا لوحدات حماس القتالية.
وقال سكان إن ضربتين إسرائيليتين أصابتا منزلين في منطقة تل السلطان بالمدينة. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام فلسطينية محاولات محمومة لنقل المصابين إلى المستشفى. ولم يتسن لرويترز التحقق من التفاصيل بشكل مستقل.