أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، مضي العراق بكل ثبات نحو التنمية والبناء، مشدداً على عدم المجاملة على سيادة العراق ومصالحِ الشعب العليا.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى افتتاح المؤتمر الدولي للتصوف، الذي يقيمه ديوان الوقف السني في العاصمة بغداد، بحضور شخصيات إسلامية من دول متعددة”.
وبارك رئيس الوزراء، “انعقاد هذا المؤتمر في العراق الذي كان مهداً وحاضنةً لنشأة التصوّف في القرون الهجرية الأولى، حيث صارت بغداد من يومها، ومازالت، قبلةً للناهلين من تراثِ مشايخ المتصوفة الكبار”.
وأشار، إلى “القيمة الفكرية للتصوف في الدين الإسلامي الذي يعدُّ خطاً عبادياً سار فيه الكثيرُ من الزاهدين والمتعبدين، وفي مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)”.
واستذكر، “ما مر به العراق، خصوصاً بعد اجتياح تنظيم داعش لأراضيه، وتمكُّن العراقيين بكل أطيافهم من اجتياز المحنة بوحدتهم واجتماع كلمتهم، تحت ظل فتوى المرجعِ الأعلى، آية الله العظمى السيد علي السيستاني، دام ظله”، متطرقاً إلى “ما يجري في قطاع غزّة من مآسٍ بسبب الحرب الظالمة التي يشنها الاحتلال الصهيوني”.
وذكر رئيس الوزراء في كلمته خلال المؤتمر، أن “التصوف، يمثل سلوكاً نابعاً من قيم الإسلام، ومليئاً بالدعوة للحب والتسامح والصفاء، بعيداً عن دعوات الكراهية والانعزال والتشدد”.
وأضاف، أن “أرض العراق تحتضن في ثراها مدافن مشايخ الصوفية، فهنا يرقدُ الشيخ عبد القادر، والسيدُ الرفاعي، والشيخ معروف، والجُنيد، والحلّاج وغيرُهم من كبار المتصوفة الذين تركوا تراثاً عظيماً، أسهم في التربية الدينية القويمة للمجتمع”.
وتابع، “ينبغي استثمار المحطات المضيئة في تاريخنا وعقائدنا، وأن نجعلها محطات لقاء ووحدة، وليست دوائر فرقة وتباغض”، لافتاً الى أن “الاختلافات الفقهية عنصر غنى وتنوع جمالي وليست عناصر فرقة أو تشتت”.
وأشار، الى “مسؤولية رجال الدين هي أن يبثوا سلوكيات الدين التي تجمع ولا تفرّق”، مستدركاً بالقول :”نمر بمرحلة صعبة من تاريخ منطقتنا العربية الإسلامية، وأهل غزّة يتعرضون، منذ أكثر من 3 أشهر، إلى حرب ظالمة تشنها قوات الاحتلال الصهيوني المجرمة”.
ولفت، الى أن “الدول الكبرى تخلت عن مسؤولياتها، وباتت تدعم كياناً خارجاً عن القانون، يمارس شتى أنواع القتل والجرائم”، موضحاً أن “ما يحصل يدفعنا للتمسك بوحدتنا، وأن نتناسى الخلافات من أجل أن نكون موحدين أمام التحديات التي تنتظرنا”.
وأكد أن “العراق خرج منتصراً على داعش بوحدة أبنائه، وهو يمضي اليومَ نحو التنمية والبناء والإعمار”، لافتاً الى “أننا نواجه كل الظروف والتعقيدات بحزم وحكمة، دفاعاً عن أمننا وسيادة بلادنا ومصالحِ شعبنا العليا التي لن نهادن أو نجامل فيها مهما كانت الصعاب والتحديات”.