UTV – البصرة
تحول البحر الأحمر إلى بؤرة نزاع مسلح، ترتب على ذلك تبعات سلبية على العراق، إذ أضعف الطلب الأوروبي على شراء خام البصرة، جراء ارتفاع تكاليف الاستيراد؛ فاستئجار سفينة بسعة مليون برميل لنقل النفط العراقي إلى مصافي البحر المتوسط، تضاعف من دولارين ونصف إلى ثلاثة دولارات ونصف للبرميل الواحد، ما يؤثر في واردات بيع البترول في الربع الأول من العام.
ويقول نبيل المرسومي، خبير اقتصادي، إن “كلفة نقل النفط والتأمين عليه ارتفعت، وهذا يضر بالعراق، إذ أن الكميات التي تصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة تتراوح بين 750 و800 ألف برميل يوميا، وهي التي تتأثر بتوترات البحر الأحمر”.
لكن الاضطرابات الاقتصادية بسبب تهديدات الملاحة في البحر الأحمر، كانت وطأتها أقل تأثيرا في حركة التجارة نحو العراق، فمعظم الاستيراد يأتي من بلدان آسيا وفي مقدمتها الصين، في وقت ابقت فيه الموانئ على الأجور المفروضة على سفن شحن الحاويات على قيمتها.
ويقول فرحان الفرطوسي، مدير شركة موانئ العراق، إن “الموانئ العراقية لم تتأثر حتى الآن بالتوترات، وأسعارنا كتعرفة عوائد واجور باقية على ما هي عليه في الوقت الحالي”.
وانخفضت حركة الشحن بنسبة 30 بالمئة خلال عام واحد بسبب الهجمات في البحر الأحمر، بعدما تعطلت الملاحة في هذه المنطقة الحيوية التي يمر عبرها ما يصل إلى 12 بالمئة من التجارة العالمية طبقا لصندوق النقد الدولي.
ومثل هذه الأحداث تحتم على العراق إيجاد بدائل لتصدير نفطه الخام، فالاعتماد على منفذ وحيد في منطقة تعصف بها التهديدات والتوترات الأمنية قد يمنع البلد من تصدير المصدر الرئيس لاقتصاده إذا ما تفاقمت حرب الممرات البحرية في الشرق الأوسط.
تقرير: سعد قصي