UTV – أربيل
الصواريخ البالستية تقحم أمن العراق في حيز التوتر الإقليمي فاعلا ومؤثرا برسم خرائط المواجهة التي تمضي بها أطرافها خارج قواعد الاشتباك، المتحولة بفعل ما يجري إلى اشتباك بلا قواعد.
خمسة عشر صاروخا تستهدف القوات الأميركية في عين الأسد أسقط أغلبها في محيط القاعدة، ارتجاج دماغي محتمل لعدد من جنود التحالف ومصاب عراقي بجروح خطيرة، وبينما يتهم البنتاغون مسلّحين مدعومين من إيران، يؤكد الناطق باسم القائد العامّ أن الصواريخ سقطت قرب مقر اللواء التاسع والعشرين التابع لقيادة عمليات الجزيرة، متوعدا بالوصول إلى الفاعلين لتقديمهم إلى العدالة.
العراق محاط مجددا بعقدة الأمن والجغرافيا واشتباك حلفائه المتصارعين في سمائه على أرضه.. تحول في زخم ونوع الاستهداف يحيل إلى تساؤلات.. ماذا بعد لعبة شد الحبل الموتور أصلا.. بين أطراف متصارعة لا تأبه للسيادة؟ وضع تحذر منه الممثلة الأممية: الهجمات المستمرة ستقوض الاستقرار والإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة.
ميدانيا، يرى خبراء الأمن أن الفصائل قد تزيد من نشاطها ضد القواعد المستضيفة للقوات الأميركية والتحالف الدولي، فيما ستستمر واشنطن باستهداف قادة مهمين ردا على الهجمات سواء في العراق أو سوريا، وذاك ينذر ببلوغ حالة الفوضى وتوسع دائرة المواجهة، وهو ما يبدو أنه لم يعد يمثل هاجسا في حسابات أي من الطرفين.
والسؤال هنا: هل تستطيع الدبلوماسية الخشنة موازنة العلاقات الخارجية وإجبار الأطراف المتنازعة على إخراج العراق من عباءة المحاور، وهو أمر تركز عليه الحكومة الساعية لتحقيق انسحاب القوات الأميركية من العراق بالتراضي.. تلك عقدة أخرى لمشهد متأزم.
تقرير: مهند المشهداني