UTV – البصرة

خمسة وستون بالمئة من الغاز المحترق في العراق سببه خمسة آبار نفطية في البصرة هنا، هذا ما يقوله آخر تقرير للبنك الدولي، حقيقية تؤكدها سحب اللهب والدخان وهي تلبد سماء المحافظة بالغازات السامة.

الدراسات البيئية أثبتت بالدليل أن الانبعاثات المصاحبة للعمليات النفطية سبب رئيس للإصابات بالأمراض السرطانية والجدلية والتنفسية، وأن أغلب الحالات المسجلة حدثت بين السكان القاطنين قرب حقول البترول.

ويقول معتز السعد، متخصص في مجال تلوث الهواء، إن “السكان الذي يقطنون قرب الحقول النفطية يعانون من امراض الجهاز التنفسي من ضمنها الربو والحساسية، والجلدية والعيون، والسبب يعود الى الانبعاثات التي تصدر من هذه الحقول النفطية”.

كما أن الانبعاثات الغازية زادت من نسبة حالات تساقط الشعر بين النساء اللواتي يسكن بجوار الحقول النفطية، وتحديدا في المناطق الشمالية من البصرة بوصفها مركزا للصناعة النفطية والغازية.

ويقول مفيد قاسم، متخصص في مجال التلوث البيئي، إن “العناصر الثقيلة الملوثة تسبب تساقط الشعر عند النساء، ولاحظنا المناطق الشمالية من البصرة وهي القرنة والدير وهما الأكثر قربا من ابار النفط وجدنا سكانها يعانون من مشكلة تساقط الشعر، إضافة الى ان العناصر الثقيلة المصاحبة للهيدروكربونات الناتجة عن الانبعاثات الغازية هي الأكثر تركيزا في شعرهم”.

وباستثناء السفارة الأميركية في بغداد، فإن العراق لا يملك محطة ثابتة لمراقبة وقياس معدلات تلوث الهواء على مدار اليوم، أمر يثير الغرابة في بلد يحرق سنويا نحو 17 مليار قدم مكعب من الغاز، ليحتل بذلك المرتبة الثانية بعد روسيا.

ويشير السعد إلى أن “محطات ثابتة لمراقبة تلوث الهواء في البصرة لا توجد لحد الان، وهناك عدة محطات لكنها لا تعمل، وحتى وزارة البيئة تملك محطات لكنها لا تعمل بشكل مستمر. في العراق المحطة الوحيدة الموجودة حاليا في السفارة الأميركية في بغداد وهي ثابتة تعمل على مراقبة الهواء”.

هذه خسارة العراق صحيا وبيئيا، أما ماليا فتقدر خسائره السنوية جراء حرق الغاز بنحو عشرة مليارات دولار وفقا لأرقام رسمية.

في المقابل تؤكد وزارة النفط، أن لديها خططا لاستثمار الغاز المصاحب، وإنهاء الحرق بحلول عام 2030، والى حين تحقيق هذا الهدف، تبقى معاناة السكان مستمرة.

 

تقرير: سعد قصي