UTV – بغداد

لم تتوقف الدرون المفخخة عن التحليق والسقوط في سماء العراق، مثلما لم يتوقف الحديث عن انسحاب أو بقاء القوات الأميركية في البلاد، وهذه المرة الأولى التي يكون فيها الحديث عن الصراع أكثر إثارة من الصراع نفسه.

في مقابلة مع رويترز، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قال إن العراق “يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه”، والتفاوض هو الطريقة التي تريدها بغداد لإنهاء “وجود تلك القوات المزعزع للاستقرار” لكن التفاوض الذي يريده رئيس الوزراء لم يحدد مستواه بعد ولا توقيته أيضا.

على الضفة الأخرى، في واشنطن، الحديث عن بقاء أو انسحاب القوات الأميركية من العراق له رواية مختلفة، كالتي كشفت عنها صحيفة بوليتيكو على لسان مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية ذكروا أن العراق يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأميركية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجها من البلاد.

وكشف المسؤولون في الخارجية الأميركية أن العراق مستعد لمناقشة إبقاء القوات الأميركية في البلاد، لكن هناك احتمال أن تجبره ما وصفوها بالمكائد السياسية داخل البرلمان العراقي على اتخاذ خطوات لإخراج تلك القوات.

الخارجية العراقية لها روايتها وموقفها أيضا مما يجري، فالوزير فؤاد حسين كشف أن المفاوضات التي كانت جارية قبل أشهر عدة حول الانسحاب الأميركي من العراق قد توقفت، لكن الحوار مع واشنطن مستمر. وذكر الوزير أيضا أن مفاوضات جديدة قادمة، سيعلن عن موعدها ومستواها قريبا.

لا مكان للصراع الإقليمي في العراق، هذا ما تحاول الحكومة تثبيت دعائمه عبر مفاوضات داخلية وخارجية، في محاولة لتجنب مزيد من الصراع والعنف في منطقة حساسة من العالم، تمثل ثقلا لإمدادات الطاقة، وهذا العنف إن استمر فلن يكون محصورا في المنطقة وحدها؛ بل سيكبر ويتسع، وهذا تحديدا ما يثير مخاوف الجميع.