UTV – بغداد

اعتداء قوض جميع التفاهمات بين العراق والتحالف الدولي. بهذا المنعطف الخطير والنقطة الفارقة وصفت بغداد مشهد استهداف مقر للحشد الشعبي في وضح النهار داخل العاصمة، والذي جاء بعد أيام من إعلان رئيس الحكومة أن العلاقة مع التحالف الدولي في طور إعادة الترتيب.

مسؤول أميركي أكد لرويترز أن قوات بلاده نفذت ضربة ضد قيادي بفصيل عراقي يعتقد أنه مسؤول عن هجمات ضد القواعد العسكرية في العراق. فيما أعلن فصيل النجباء المستهدف أن الهجوم أودى بحياة مشتاق طالب السعيدي معاون قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي.

بعد أكثر من 115 هجوما ضد قواتها في العراق وسوريا منذ أشهر، ردت واشنطن بهجمات عدة، طالت أرتالا ومواقع للفصائل، بيد أن للقصف الأخير دلائل ومؤشرات غير مسبوقة، أبرزها أن التحالف الذي يضم 2500 عسكري في العراق نقل قواعد الاشتباك إلى خطوط حمراء، كما دفع خطوط التماس مع الجهات المستهدفة إلى أبعد من مناوشات متفرقة بحسب خبراء.

سياسيا، يخلخل الهجوم حجر زاوية للحكومة العراقية في علاقتها مع واشنطن، إذ ينذر بإجراءات خارج الضوابط المعتادة، وصولا إلى تغيير خط سير العلاقة مع الحليف الاستراتيجي في ظل ضغوط، أبرزها تحميل رئيس تحالف «نبني» هادي العامري الحكومة مسؤولية أي تغاض أو تراخ عن إخراج فوري لقوات التحالف الدولي.

واشنطن وبغداد الآن أمام اختبار دقيق وصعب، فالأولى تريد أن تحافظ على وجودها في منطقة نفوذ جيوسياسي، والأخيرة تخشى ارتدادات اقتصادية وأمنية، ولا سيما أنها تنتهج سياسة التوازن للحفاظ على علاقتها ذات الأبعاد الاستراتيجية مع العالم.