UTV

ترتفع الأصوات الشعبية في بغداد للمطالبة بالحفاظ على النجاحات الحكومية ومكتسبات الإعمار والتنمية والخدمات المتحققة خلال ما يزيد على عام عبر فرض الاستقرار وحماية السلم الأهلي وتحييد التهديدات الأمنية، سواء بقصف سفارة أجنبية أو مقرّ وطني
يشاهد سكان العاصمة عن قرب نهوض المشاريع الاستراتيجية في الطاقة والبنى التحتية والتنمية، إثر تعاقدات وشراكات للحكومة والقطاع الخاصّ على أساس قاعدة الاستقرار المتينة. هذه المكتسبات الملموسة يؤكد الشارع البغدادي ضرورة الحفاظ عليها ورفض محاولات إضاعتها أو تشويه صورتها عبر أعمال عنف طالت المصالح الأجنبية والوطنية ومنها الاستهداف الأخير للسفارة الأميركية.
علي المعماري مواطن (58 عاما) يقول، “بعد أن اصبح الاستقرار الأمني واقعا، بدأنا نرى شركات أجنبية تدخل للعراق، وأصبح المستثمر الأجنبي في مأمن في أن يأتي إلأى العراق، من لكن عندما جاء وحدثت الخروقات مثل القصف، ترى ما الصورة التي تنعكس عن العراق؟”.
ويضيف، “ستعود الصورة السلبية في أن العراق أرض للخروقات الأمنية وعدم الاستقرار، بالتالي سيضطر المستثمر لترك المشروع ويهرب”.
وجود الاستثمار الأجنبي المباشر أحد العوامل المؤثرة في تطور البلدان ونموها.. ولا يمكن أن يستديم إلا بأمن تنعم به البلاد ومن يعيش فيها، سواء داخل بغداد أو المحافظات الأخرى.

وفي الفيحاء.. تعمّ الشارع البصريّ قناعة بأنّ زعزعة الاستقرار لا يمكن السماح بها تحت أيّ ظرف، لأنها تضرب قطاعات الاستثمار والتجارة في عاصمة الاقتصاد ومن ورائها بلاد تريد أن تكون موقع جذب للشركات العالمية ونقطة ربط لخطوط النقل الدولية.
ضمان الأمن والاقتصاد ملفان يشكلان أولوية لسكان البصرة، فاستقرار أوضاع الشركات والمشاريع يعني إتاحة الفرص وتشغيل الأيدي العاملة وضمان استتباب المعيشة، لذلك فإن الشارع هنا يريد إخماد أي أزمة مع الدول وعدم التعرض لمصالحها، وتلافي مخاطر الاضطرار لدفع ثمن حرب بالوكالة، أو التفريط بمكانة معقل النفط وسمعة العراق المتحققة بجهود حكومة جذبت كبريات الشركات العالمية للاستثمار والعمل.
مهدي العلي مواطن بصري (42 عاما) يقول “قضية استهداف البعثات الدبلوماسية شيء غير صحيح، بالتالي سيفقد العراق مصداقيته مع الدول، ويعطي تصورا في أن البلاد غير آمنة، بالتالي يؤثر على الاقتصاد وبيئة الاستثمار”.
استهداف السفارات هي حرب بالوكالة، ونتسأل لماذا يكون العراق ذراعا لتلك الحرب، وحريا بالدول التي ترفع شعار المقاومة فلتستهدف البعثات الدبلوماسية على أراضيها.
ما لا يختلف فيه العراقيون هو تمسكهم بالاستقرار والسلام، ورفضهم جرّ بلادهم إلى نزاعات قد تكون نتائجها وخيمة على خطط التنمية والبناء.

وفي نينوى التي عانت من تبعات الصراعات السياسية والأمنية سنوات طويلة.. ودفعت ثمنا غاليا بالأرواح والممتلكات.. يتطلع الشارع إلى إبعاد العراق عن الصراع الإقليمي وإحياء المحافظة بمشاريع الإعمار والخدمات.
الأمن في الموصل عقب 6 سنوات على تحريرها من قبضة تنظيم هدّد وجود العراق الجديد مطلب أساسي لسكان يعرفون مآسي زعزعة الأوضاع العامة ويدركون أهمية الاستقرار في إعادة بناء المدن بمشاريع الإعمار والخدمات وعدم تهديد سنوات من التضحيات لتثبيت دعائم حياة حرة ومزدهرة.
بندر العكيدي مواطن (59 عاما) يقول، “الموصل لا تتحمل أن تدخل في أي صراع، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، الموصل بحاجة إلى الاستقرار حتى في الجانب السياسي، لأن له تأثيره على الجانب الأمني”.
ويحرص الموصليون على جعل نينوى بيئة مستقرة للشركات الأجنبية والمنظمات الدولية وعدم إخافة العاملين فيها باستهداف البعثات الدبلوماسية ومصالح الدول الحليفة التي ترتبط باتفاقيات مع العراق.. وهذا بدوره يضمن استمرار المشاريع الاستثمارية المتحققة خلال عهد الحكومة الحالية.

تقرير مشترك
بغداد / البصرة / نينوى