UTV – الديوانية
بعد عودته من المدرسة يستعد الطفل النازح عبد الله لتحضير الشاي، ليس لشربه والاستمتاع بلحظة هدوء في البيت، بل ليبيعه على المارة في احد الطرق العامة بمحافظة الديوانية.
الشاي والبنزين والماء هي مصدر رزقه الوحيد، عبد الله وعائلته المكونة من سبعة افراد نزحوا من صلاح الدين قبل عشر سنوات، يسكنون الان في بناية احد المواكب التي سمح لهم صاحبه بشغله وخصصوا احدى الغرف مطبخا ومحلا لتوفير قوت يومهم.
ويقول عبد الله لـUTV إنه يرغب بالالتحاق بالمدرسة وإكمال تعليمه والحصول إلى جانب الدراسة على فرصة عمل لعدم وجود معيل لأسرته.
وبحسب إحصائيات رسمية لم يتبق سوى اربعة عوائل نازحة تعيش في اطراف مركز محافظة الديوانية، عائلتان من الانبار وعائلتان من صلاح الدين، وعائلة عبدالله واحدة منهن.
وتقول العائلة إنها ترغب بالعودة الى الديار في صلاح الدين، لكن بيوتهم مدمرة بالكامل، فضلا عن طلب اموال من جهات مجهولة للسماح لهم بالعودة لا يستطيعون تأمينها.
ويقول ياسين فارس أحمد، نازح من صلاح الدين، لـUTV إن “منازلنا في صلاح الدين مهدمة ولا نستطيع العودة إليها. نتمنى العودة ولكن لا يسعنا ذلك من دون توفر سكن لائق”.
وبعد سنوات من النزوح، اندمجت العوائل النازحة في الديوانية من دون تمييز عنصري او طائفي، واستقرت وسط ترحيب الاهالي بهم من خلال توفير فرص العمل لأبنائهم فضلا عن المصاهرة والزواج منهم.
ومع استقرار الوضع الامني في المناطق المحررة عادت آلاف العوائل النازحة من محافظات الوسط والجنوب الى مساكنهم الاصلية ومناطقهم مع حفاظهم على علاقاتهم الاجتماعية وتبادل الزيارات بينهم.
تقرير: خليل بركات