UTV
بين زواج الماضي والحاضر، اختلاف كبير يفرضه تغير بعض العادات إلى جانب العوامل الاقتصادية ومتطلبات الحياة.
انطلاقا من المهر ووصولا إلى حفل الزفاف، تكاليف باهظة تفرض على الشباب المقبلين على الزواج، في ظل عوامل ومتغيرات عدة، باتت تشكل عبئا ماديا كبيرا، على العوائل البغدادية، ومع شح فرص العمل، يضطر كثير من الشباب إلى الاعتماد على أسرهم لتغطية بعض التكاليف.
أنوار الموسوي مواطن بغدادي يقول، “بالطبع تغيرت العادات عن قبل، لأن الشروط تغيرت، على سبيل المثال يطلب أهل العروس 20 مليون مقدما و20 مؤخر، وهو ما عقّد الأمر على الشباب،”.
وإلى جانب المتغيرات الاقتصادية التي تشهدها البلاد والارتفاع العام في الأسعار، يفاقم ارتفاع المهور وغلاء التكاليف من المشكلة، متسببا بتراجع كثيرين عن الإقبال على الزواج، أحيانا، أو ارتفاع معدل حالات الطلاق والانفصال أحيانا أخرى.
في نينوى.. يقول الشباب إن غلاء المهور والطلبات التعجيزية للعوائل، عوامل شكّلت حاجزا أمام كثير منهم، تعيق دخولهم إلى القفص الذهبي.
أزمة السكن مثلا.. تعدّ من المشاكل الأساسية لعزوف الشباب عن الزواج في نينوى، أمّا غلاء المعيشة وازدياد معدل البطالة بين الشباب إلى 40 بالمئة، أضاف عبئا آخر، فضلا عن ارتفاع أسعار الذهب الذي تعتمده العوائل الموصلية بديلا للمال كمهر للفتاة.
أحمد بله مواطن موصلي يقول، “فيما مضى كان أهل الموصل لا يطلبون مهورا ترهق الخاطب، لكن تغير الحال إذ أن أغلب العوائل تطلب من باب ضمان حق بنتهم، لكن أغلب الشباب لا يملكون القدرة لشراء الذهب ومستلزمات الزواج”.
وإلى جانب العوامل والظروف الاقتصادية، للشباب في نينوى، تختلف النظرة إلى الزواج، من شخص إلى آخر، فبين من يرى فيه قفصا يقيد حريته، وآخر يرى فيه عشّا يحقق فيه استقلاليته.
أما في واسط، تختلف مراسم الزفاف من عريس إلى آخر بحسب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فمنهم من يستطيع تحمّل التكاليف مهما ارتفعت، والبعض الآخر يضطرّ إلى إقامة مراسم زواج بسيطة أو الاقتراض من أجل تكوين أسرة.
يعزف أغلب الشباب في واسط عن الزواج بسبب التكاليف الباهظة التي تفرضها بعض العائلات على المتقدمين للزواج.. فمعدل المهور هنا يتراوح ما بين 15 – 20 مليونا.
المهور تتصاعد يوما بعد آخر، فقبل عامين فقط كان معدل المهر في واسط، يبلغ 5 ملايين للمقدم و10 للمؤخّر، كما أنّ ازدياد نسبة البطالة، أسهم في الحدّ من الإقبال على الزواج، في المحافظة التي تشكل شريحة الشباب فيها نسبة كبيرة فيها.
آيات الواسطي مواطنة تقول، “مبدئيا المهر في الوقت الحاضر عال جدا، ومما يفاقم الوضع أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب، وعليه يجب توفير فرص العمل”.
وتضيف الواسطي، “أما الموضوع الثاني فهو المهر والمال هما المحددان إذا كان الزوج مناسبا أم لا”.
ضغوط العمل وفرصه الغائبة هي الأخرى، من بين ما أجبر كثيرين على الابتعاد عن القفص الذهبي، الذي أصبح دخوله صعبا، ولا سيما أن بعض العوائل فرضت مهورا بالدولار الذي ما زال يحلق يوما بعد آخر.

 

تقرير مشترك
علي أسد / قاسم الزيدي / حمزة الأسدي