UTV – بغداد

في بلد استنزفته الصراعات عقودا من الزمن، وصل بعض المرضى إلى طريق مسدود في العلاج النفسي، ففي العراق ما يزال الاهتمام بالصحة النفسية محدودا.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في بلد يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، لا يوجد سوى اثنين من العاملين في مجال الصحة العقلية لكل 100 ألف عراقي، الأمر الذي دفع بعض المرضى إلى البحث عن استشارات في الإنترنت.
في مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية في بغداد، يعمل عدد محدود جدا من الأطباء على معالجة مئات المرضى، ما يصنع تحديا يصعب التغلب عليه.

مدير مستشفى الرشاد للأمراض النفسية فراس الكاظمي يقول، “نعاني من نقص الأطباء النفسيين المتخصصين، لدينا 11 طبيبا نفسيا فقط، بمن فيهم أنا، مدير المستشفى، عشرة من أصل 1400، وهذا يعني نحو 150 مريضا لكل طبيب، وهو عدد كبير جدا”.
ويضيف، “لا يوجد أي مكان آخر في العالم حيث يتعين على الطبيب علاج 150 مريضا في غضون 30 يوما في الشهر، 365 يوما في السنة، إنه رقم ضخم”.
يشعر العراقي بمخاوف من نظرة المجتمع عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية،. لكن وبحسب أطباء مختصين فإن الأمر الآن أصبح أكثر قبولا من السابق.
الطبيبة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود زينب عبد الوهاب
تقول، “إن وصمة الطب النفسي موجودة في جميع أنحاء العالم، ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة في العالم بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، تضاءلت هذه الوصمة تدريجيا، وربما بدأ الأطباء النفسيون في تثقيف المزيد، وخاصة الجيل الجديد”.
يشير باحثون في مجال الصحة النفسية إلى أن كثيرا من المراجعين ليسوا مرضى نفسيين، لكنهم مجرد أشخاص يحتاجون إلى التحدث إلى شخص آخر، بحثا عن الراحة بشأن ما يشعرون به، ومن دون قيود.

تقرير: أحمد خالد