أصدرت إسرائيل تحذيرا جديدا للفلسطينيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة وطالبتهم بالتوجه إلى الغرب بعيدا عن مرمى النيران وحتى يكونوا على مقربة من المساعدات الإنسانية، في أحدث مؤشر على أنها تخطط لمهاجمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الجنوب بعد السيطرة على الشمال.

وقال مارك ريجيف، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) أمس الجمعة “نطلب من الناس الانتقال. أعلم أن الأمر ليس سهلا بالنسبة للكثيرين منهم، لكننا لا نريد أن يقع المدنيون في مرمى إطلاق النار “.

وقد تجبر مثل هذه الخطوة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين توجهوا جنوبا هربا من الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة على الانتقال مرة أخرى، جنبا إلى جنب مع سكان مدينة خان يونس الجنوبية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة.

ويبلغ عدد سكان خان يونس أكثر من 400 ألف نسمة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ أن قتل مسلحوها 1200 شخص وأخذوا 240 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الثاني، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، تقصف إسرائيل معظم أنحاء غزة ودكتها دكا، وأمرت بإخلاء النصف الشمالي بأكمله من القطاع، مما أدى إلى تشريد نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون.

ويخشى العديد ممن فروا أن يصبح نزوحهم دائما.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة أمس الجمعة ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 12 ألف شخص، منهم 5000 طفل. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقا بها على الرغم من عدم تحديثها الآن بانتظام بسبب صعوبة جمع المعلومات وانقطاع الاتصالات المتكرر.

وأسقطت إسرائيل ليل الخميس منشورات على المناطق الشرقية من خان يونس تطلب فيها من السكان الإخلاء إلى الملاجئ، مما يشير إلى أن العمليات العسكرية هناك باتت وشيكة.

وقال ريجيف إنه سيتعين على القوات الإسرائيلية التقدم داخل المدينة لإخراج مقاتلي حماس من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، لكن لا توجد مثل هذه “البنية التحتية الهائلة” في المناطق الأقل بناء في الغرب.

وتابع “أنا متأكد تماما من أنهم لن يضطروا إلى التحرك مرة أخرى إذا تحركوا غربا… نحن نطلب منهم الانتقال إلى منطقة نأمل أن تكون بها خيام ومستشفى ميداني”.

وأضاف أنه نظرا لقرب المناطق الغربية من معبر رفح الحدودي مع مصر، فمن الممكن إدخال المساعدات الإنسانية “بأسرع ما يمكن”.

 

*تسليم الوقود

مع دخول الحرب أسبوعها السابع، لم تظهر أي دلالة على أي تراجع على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو على الأقل لهدنة إنسانية.

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مصور “أعددنا أنفسنا لدفاع طويل ومرن ومن كافة الاتجاهات وكل وقت يقضيه الاحتلال في غزة يفاقم خسائره”.

ووسط تحذيرات من أن حصارها سيؤدي إلى المجاعة والمرض، أذعنت إسرائيل على ما يبدو أمس الجمعة للضغوط الدولية، ووافقت على السماح بدخول شاحنات الوقود إلى غزة ووعدت “بعدم فرض قيود” على المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة.

وقالت إسرائيل إنها ستسمح بشاحنتين محملتين بالوقود يوميا بناء على طلب واشنطن لمساعدة الأمم المتحدة في تلبية الاحتياجات الأساسية، وتحدثت عن خطط لزيادة المساعدات على نطاق أوسع.

وقال الكولونيل إيلاد جورين من مكتب وزارة الدفاع الذي ينسق المسائل الإدارية مع الفلسطينيين في مؤتمر صحفي “سنزيد سعة القوافل والشاحنات الإنسانية كلما كانت هناك حاجة”.

وبينما وعدت إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات في الماضي، يبدو أن هذه التصريحات تشير إلى تحول في اللهجة بعد أن حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الظروف الإنسانية في غزة تتدهور بسرعة، بما في ذلك تحذير صارخ من برنامج الأغذية العالمي من “احتمال فوري بحدوث مجاعة”.

وفي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، الذي كان محور قلق دولي هذا الأسبوع عندما أصبح الهدف الرئيسي للهجوم البري الإسرائيلي، قالت إسرائيل إن قواتها عثرت على مركبة بها عدد كبير من الأسلحة، وهيكل تحت الأرض قالت إنه منفذ إلى أحد أنفاق حماس، بعد يومين من تفتيش المبنى.

ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا لما قال إنه مدخل نفق في منطقة مكشوفة من مجمع الشفاء الطبي وتناثرت فيها الخرسانة وحطام الخشب والرمل. وتم الحفر في المنطقة فيما يبدو. وظهرت جرافة في الخلفية. ولطالما أكدت إسرائيل أن المستشفى يقع فوق مخبأ كبير تحت الأرض يضم مقر قيادة لحماس. ويقول العاملون في المستشفى إن هذا غير صحيح وأن النتائج التي توصلت إليها إسرائيل هناك لم تثبت حتى الآن شيئا من هذا القبيل.

وتنفي حماس استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. وتقول إن بعض الرهائن تلقوا العلاج في المراكز الطبية لكن لم يتم احتجازهم داخلها.

 

* وفاة طفل ورهينة

قال موظفو مستشفى الشفاء إن أحد الأطفال الخدج توفي في المستشفى أمس الجمعة، وهو أول طفل يموت هناك في يومين منذ دخول القوات الإسرائيلية. ولقي ثلاثة أطفال خدج حتفهم في الأيام السابقة بينما كان المستشفى محاصرا.

وأعلنت حماس أيضا وفاة أسير آخر يبلغ من العمر 85 عاما قالت إنه توفي نتيجة نوبة هلع خلال غارة جوية.

في بلدة موديعين بإسرائيل، أقامت العائلة مراسم جنائزية للمجندة في الجيش الإسرائيلي نوا مارسيانو (19 عاما) التي عُثر على جثتها في مدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء يوم الخميس. وكانت قد اختطفت من قاعدة عسكرية في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال الجيش إنه عثر أيضا على جثة يهوديت فايس (65 ​​عاما)، وهي أم لخمسة أطفال أخذها مسلحون فلسطينيون من تجمع بئيري السكاني.