سحبت دار مزادات كريستي لوحتين للفنان اللبناني أيمن بعلبكي من مزاد تنظمه في لندن هذا الأسبوع بعد شكاوى، بحسب رسائل بالبريد الإلكتروني اطّلعت عليها رويترز، وانتقد الفنان القرار الذي اعتبره شكلا من أشكال “التمييز”.

واللوحتان هما “المُلثم”، وطولها متران وتصور شخصا يتشح بما يشبه الكوفية، و”مجهول”، وهي جزء من سلسلة أبدعها بعلبكي عن المحتجين في أنحاء العالم العربي وتصور شخصا يضع قناعا واقيا من الغاز وعصابة رأس حمراء اللون مكتوب عليها كلمة “ثائرون” بالعربية.

ورُفع العملان من الموقع الإلكتروني لمزاد كريستي للفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط. وما زالت لوحة ثالثة لبعلبكي، تصور أعلاما حمراء تحترق فيما يبدو، معروضة في المزاد.

وقال متحدث باسم دار كريستي “القرارات المتعلقة بالمبيعات تبقى سرية بين كريستي والمشاركين في المزاد”.

وجاء في رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 30 أكتوبر تشرين الأول من كريستي واطّلعت عليها رويترز أن “قرار إزالة” العملين “يستند إلى شكاوى” دون تحديد ماهية الشكاوى أو الجهة التي جاءت منها.

وقالت الرسالة الإلكترونية إنه “إذا واجه العمل عددا من الشكاوى” فإن سحب العمل يمثل “سياسة معتادة” لتجنب “الصحافة المضرة”.

وقال بعلبكي (48 عاما) إنه يشتبه في وجود صلة بين القرار والحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وأودى القصف الإسرائيلي بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص في غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول بعد أن قتل مسلحون من حماس 1400 شخص في إسرائيل واحتجزوا نحو 240 رهينة.

وقال بعلبكي لرويترز في منزله ببيروت “للأسف بأقول في أكثر أسف أنه يوصلوا لهذا الحد من التعدي على حرية التعبير وأنه بشكل واضح يكون فيه شكل من التمييز العنصري بين مجتمع ومجتمع”.

وقارن بعلبكي هذا مع ما حدث الشهر الماضي من تأجيل حصول مؤلف فلسطيني على جائزة في حفل توزيع جوائز في فرانكفورت. وأفادت تقارير أن حفل توزيع الجوائز تقرر إقامته في وقت مختلف تكون فيه “الأجواء أقل شحنا سياسيا”.

وقال بعلبكي “هذا تكرر كتير بالتاريخ وإجه من بعده إبادات جماعية. يعني لما نبلش (نبدأ) ندمر حرية التعبير، الفن، الرواية، أي شي له دلالة حضارية، كان يتزحلق الموضوع بالتاريخ ليوصل… للأسف، ما بتمنى يوصل – عم أحكي (أتكلم عن) الموجة يا اللي (التي) فيها الهجوم على تسكيت العالم”.

ومضى يقول “الرأي العام للناس، كأنه معتبرين أنه انسحبت صورتهم”.