صحيح أنها ليست كثيرة، لكننا سمعنا بعض الأغاني عن فلسطين بلغاتٍ أجنبية مختلفة، قدّمها فنانون عرب في الغالب، مع استثناءاتٍ خجولة من مغنّين أجانب أرادوا التعبير عن موقفٍ داعم للقضية الفلسطينية.

أبرز الأغاني عن فلسطين 

وعلى مدار عقود من الزمن، كانت الأغاني عن فلسطين شكلاً من أشكال المقاومة، وإحدى أبرز الطرق لتعميم التاريخ الفلسطيني بوجه السردية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي؛ منذ نكبة 1948، ومروراً بحرب 1967، وصولاً إلى اليوم.

1- أغنية Story Of Palestine

لا بدّ أنكم تذكرون أغنية “قصة فلسطين” أو Story of Palestine، والشابة إيمان عسكر التي تدق على طاولةٍ أمامها، وتروي بالإنجليزية قصة فلسطين المحتلة، قائلة: “كانت هناك أرض تُسمى فلسطين، عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام”.

وخلال دقيقة و30 ثانية، وبلغةٍ بسيطة، لخّصت إيمان عسكر -وهي مصرية وأم لولدين- تاريخ فلسطين منذ القرن الـ19، حين كانت تحت الاحتلال العثماني، واختارت الإنجليزية، كونها اللغة الأقرب لجيل اليوم.

الأغنية كانت أشهر وأنجح الأغاني عن فلسطين، التي أُطلقت في خضم أحداث الشيخ جراح وقصف غزة عام 2021. ورغم إمكانات التصوير والتسجيل الموسيقي البسيطَين، فقد حققت ملايين المشاهدات عبر جميع حسابات عسكر على مواقع التواصل.

أغنية Story Of Palestine هي النسخة المعدّلة من أغنية البريطاني ناثان إيفانز Wellerman (Sea Shanty)، والتي كانت صدرت عام 2021 وحققت أكثر من 296 مليون مشاهدة.

2- أغنية Leve Palestina 

في سبعينيات القرن الماضي، أسّس الكاتب والملحن والمترجم الفلسطيني جورج توتري فرقة موسيقية في مدينة غوتنبرغ السويدية، باسم “كوفية” (Kofia)، جالت العالم كله بهدف إيصال صوت فلسطين.

قدّمت الفرقة 4 ألبومات موسيقية، جميعها عن فلسطين وتاريخ النضال الفلسطيني، وقد اشتهر منها أغنيات كثيرة، لعلّ أبرزها: “بلدي يا بلدي” (التي قدّمها حمزة نمرة في 2014)، و”تحيا فلسطين” (Leve Palestina) التي أصبحت الأغنية الرمز في الاحتجاجات السويدية، وأعاد غناءها فنانون عدة بأصواتهم.

صارت Leve Palestina من أشهر الأغاني عن فلسطين، وعنصراً أساسياً في الاحتجاجات اليسارية السويدية المؤيدة لفلسطين على مدار عقود من الزمن، كما باتت مصدر إزعاجٍ للسلطات.

ففي يوم العمال العالمي 2019، تعرض المتظاهرون في مدينة مالمو لهجومٍ من قِبل الحكومة الاشتراكية الديمقراطية السويدية، بسبب غنائهم Leve Palestina. وقد وصف رئيس الوزراء، ستيفان لوفين، أعضاء حزبه بأنهم معادون للسامية، بعدما ردّدوا كلمات الأغنية نفسها.

3- أغنية Naci en Palestina

قدّمت التونسية أمل مثلوثي أغنية “مولود في فلسطين” (Naci en Palestina) عام 2007، ثم أعادت تقديمها في عام 2017 بتسجيلٍ جديد.

قدّمت أمل العديد من الأغنيات الوطنية التي أصبحت رمزاً، وهي في الأساس كانت قد اشتهرت عالمياً بأغنية “كلمتي حرة” التي قدّمتها عام 2009، ثم أصبحت نشيداً للثورة التونسية والربيع العربي.

أغنية Naci en Palestina مشتقة في الأساس من الأغنية الإسبانية Naci en Alamo، وهي رثاء فقدان الوطن وحقوق الإنسان الأساسية، واستطاعت أن تكون إحدى أبرز الأغاني عن فلسطين باللغة الأجنبية.

وقد عدّلت أمل كلماتها “لتكريم الفلسطينيين الشجعان، الذين تحمّلوا لعقود من الزمن كل أنواع الحرمان، في حين أن القوى العالمية فقط ننظر من موقف من جانب واحد”؛ وفق ما هو مذكور في وصف الأغنية عبر صفحة المغنية الرسمية على يوتيوب.

وتقول كلمات الأغنية:

ما عندي مكان ومعنديش زمان ومعنديش بلاد

من إيديا نصنع نار ومن قلبي البلار

نجرحلك وتر حزين

مولود في فلسطين مولود في فلسطين

4- أغنية My Name is Palestine

قدّم المغني البريطاني غاريث هويت أغنية My Name is Palestine عام 2019، وهي مستوحاة من لوحة للرسام الفلسطيني الشهير سليمان منصور -تحمل الاسم نفسه- استعملها غاريث كغلافٍ أمامي لأسطوانة الفينيل التي أصدرها.

أصبحت الأغنية إحدى أشهر الأغاني عن فلسطين، وقد أزعجت الاحتلال الإسرائيلي لاسيما أنها جاءت من فنانٍ بريطاني، ونالت شهرةً شهرةً واسعة في العالم.

عن الأغنية، يقول غاريث هويت إنه كان في أحد فنادق بيت لحم حين شاهد لوحة سليمان منصور في معرضٍ للفنانين الفلسطينيين: “لقد وجدتُ اللوحة قوية جداً، وقلتُ إنني أرغب في تقديم أغنية تنطلق منها، وفكرتُ فوراً أن تكون غلاف الفينيل الأمامي”.

وعبر موقعه الرسمي، يقول هويت: “أخبرت مدير الفندق بنيّتي، فاتصل هاتفياً بسليمان للحصول على إذنه، وحصلتُ عليه بلطف. ثم كتبت إلى العديد من الأصدقاء الفلسطينيين لأعرض عليهم اللوحة، وأسألهم عن أفكارهم. وجاء كل ذلك جاء في أغنية My Name is Palestine”.

وعن النكبة يقول غاريث هويت: “لقد استمرت النكبة الفلسطينية لسنوات عدة، ويتم التعامل مع الفلسطينيين دائماً على أنهم أقلّ قيمة، وكأنهم لا يهمّون. يهدف هذا المشروع إلى التأكيد على المساواة بين جميع الناس وهو دعوة لتحقيق العدالة لهذا المجتمع الذي عانى الكثير من العنصرية”.

5- أغنية Somos Sur

قدّمت مغنية الهيب هوب آنا تيجو (Ana Tijoux) أغنيتها Somos Sur عام 2014، وكانت عبارة عن تعاونٍ مشترك بينها وبين فنانة الراب البريطانية من أصل فلسطيني، شادية منصور.

وُلدت آنا تيجو في فرنسا، لكنها ترعرعت في تشيلي، حيث تعيش إحدى أكبر التجمعات الفلسطينية في العالم، وتعتبر أن “حركات المقاومة العالمية، سواء في أميركا اللاتينية أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، تقاتل ضد أنماط العنف المكررة نفسها عبر التاريخ”.

تتطرق أغنية Somos Sur إلى أوجه الشبه بين أعمال المقاومة في تشيلي وفلسطين المحتلة، وتشدّد على أهمية المقاومة في أنحاء العالم كافة، باللغتين العربية والإسبانية.