UTV – الأنبار – البصرة
أكثر من مليوني مواطن في الأنبار يعتمدون على أجهزة تصفية المياه، إذ تعد من الأجهزة الواجب توافرها داخل كل منزل بسبب عدم صلاحية مياه الشرب التي تصل من محطات الإسالة.
ومنذ شهرين ارتفعت نسبة الأملاح في المياه الواصلة إلى المنازل إلى 150 بالمئة، فضلا عن الشوائب والحيوانات النهرية كما يقول مواطنون.
وتثقل صيانة أجهزة التصفية كاهل العوائل في المحافظة، فتكاليفها الشهرية تزيد المواطن عبئا ماديا يضاف إلى أعباء المنزل.
وكانت أجزاء التصفية تستبدل قبل شهر كل عشرة أيام، أما الآن فإن يومين إلى ثلاثة هو الوقت الذي يجب استبدالها فيه بسبب الأطيان الملوثة التي تحملها أنابيب مياه الشرب.
وفي البصرة، تستخدم تقنية تصفية المياه بواسطة الفلاتر بشكل قليل جدا في المنازل لأغراض الشرب، لأن ماء الإسالة الواصل إليها من محطات الضخ، فيه نسبة عالية من الأملاح والملوثات، ما يتعذر على نظام الفلترة معالجته لجعل المياه آمنة للشرب بحسب خبراء البيئة.
وتعاني مياه شط العرب، المصدر الرئيس لتغذية محطات ضخ المياه، من تردي نوعيتها، حيث أثبتت الفحوص المختبرية أنها ملوثة بالجراثيم بنسبة 98 بالمئة، فيما بلغت نسبة العناصر الكيميائية فيها نحو 50 بالمئة، وهذا التلوث عائد لإلقاء تصريف مياه الصرف الصحي فضلا عن الأنشطة الصناعية في مجرى النهر.
ويقول مهدي التميمي، مدير مكتب حقوق الإنسان في البصرة، لـUTV إن “شط العرب لم يعد كما كان سابقا، جرثوميا بلغ التلوث فيه 98 بالمئة وكيميائيا ما يقارب 50 بالمئة، وبتالي اليوم حتى عمليات تصفية المياه وإضافة الكلور لا تمنع التلوث الكيميائي وإنما تحد من التلوث الجرثومي فقط”.
والمصدر الوحيد في البصرة لمياه الشرب حاليا، هو شراء الماء من محطات تحلية المياه التي تعرف بـRO، ويبلغ سعر الطن الواحد من الماء نحو عشرة آلاف دينار، الأمر الذي يمثل عبئا اقتصاديا على ذوي الدخل المحدود، خصوصا في أوقات الصيف التي ترتفع فيها نسبة التلوث في المياه، حيث يضطر الأهالي إلى شراء أطنان إضافية من المياه النظيفة لاستخدامها للأغراض المنزلية تجنبا للأمراض.
تقرير: نبيل عزامي – سعد قصي