UTV – أربيل

ليست عملية كر ولا فر، بل هو طوفان تحول إلى إعصار فلسطيني عصف -ولا يزال- بمستعمرات الاحتلال الإسرائيلي في يومه الثالث.. ملقنا أمراء الحرب درسا قاسيا في معاني الاستراتيجية والتكتيك العسكري، وقبل هذا كله.. الشجاعة.
طوفان الأقصى إذ تكسر عمليته جميع قواعد القوة وترمي بموازينها في مهب الريح.. تتسع وتتوغل وتوجع، وكأن القوة الغاشمة التي كانت “بعبعا” على مدى 75 عاما.. ما كانت.
على الأرض.. تقود فصائل المقاومة الفلسطينية الاشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق ما ترسمه لا ما تحدده ظروف المواجهة في مناطق غلاف غزة، أما جوا فتواصل “القسام” إمطار المستوطنات وتل أبيب وسائر البقاع المحتلة برشقات الصواريخ.
وفيما يرتفع عدّاد الخسائر الإسرائيلية؛ تشير إحصاءات عبرية غير رسمية إلى ما يزيد عن ألف قتيل وأكثر من ألفين ومئتي جريح إلى الآن، أما عدد الأسرى فيبقى غائبا حتى ينقشع دخان الحرب، أو تعلنه الفصائل.
وعلى جبهة مقابلة، تواصل الغارات الإسرائيلية عمليات الانتقام من المدنيين، إذ أعلن جيش الاحتلال إلقاء ما يزيد على 1000 طن من المتفجرات والصواريخ فوق أحياء غزة منذ بداية الطوفان، فيما قرر الشروع بقطع الغذاء والوقود والكهرباء عن القطاع.. الذي سجل إلى الآن مئات الشهداء ونحو 3 آلاف مصاب بينهم مئات الأطفال والنساء.
وفيما تطحن رحى الحرب معنويات المحتل وتضعه على كف عفريت التخبط.. يُسقط المقاوم الفلسطيني الخطوط الدفاعية واحدا تلو الآخر، في أعنف ضربة تتلقاها إسرائيل منذ خمسين عاما.. ولسان حاله.. سجل أنا عربي.. حذارِ من جوعي.. ومن غضبي.

تقرير: مهند المشهداني