UTV – البصرة
ركود لا تخطئه العين يجتاح سوق اللحوم الحمراء في البصرة، حيث سجّلت إقبالا ضعيفا على الشراء، إثر ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد للحوم الأغنام الى 22 ألف دينار، بينما تجاوز لحم العجول 17 ألفا.. ومما زاد الطين بلّة، ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء عقب تنامي الطلب عليها.
جبار البصري صاحب سيارة أجرة يقول، “الفقير لا يستطيع شراء اللحم بسبب غلائه، من يريد أن يشتري فربع كيلو فقط لا أكثر، بعد أن وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 22 ألفاً، وسعر لحم البقر 17 ألفاً، وأسعار الدجاج ارتفعت أيضا، سابقاً كانت بـ 3 آلاف والآن بـ 4، أما السمك كان سعر الكيلو بأربعة آلاف ونصف، الان بسبعة فكيف يستطيع أن يشتري الفقير؟”.
بائعو اللحوم يقولون إن ارتفاع الأسعار عائد إلى قرار سابق أصدرته الحكومة المحلية يمنع دخول المواشي الى البصرة نتيجة لانتشار الحمّى النزفية، ما تسبب بتراجع العرض دون الطلب، وما أنعش سوق تهريب الأغنام والابقار وزاد من ثمنها.
أبو كاظم صاحب محال قصابة يقول، “في السابق كنا نذبح ما بين 10 إلى 15 رأساً في اليوم، بينما حاليا لا نذبح سوى رأسين، والسبب قرار المحافظ بعدم دخول المواشي للمحافظة بسبب الحمى النزفية، وهذا أثر كثيراً، ونشطت عمليات التهريب، فمن يريد أن يأتي بالمواشي عليه أن يمر بطريق لا توجد فيه سيطرات”.
ولضمان وفرتها في الأسواق، رفع المستشفى البيطري القيود على حركة الحيوانات، وخاصة بعد السيطرة على الحمى النزفية وتراجع الإصابات، متهما تجار المواشي باستغلال قرار المنع لرفع الأسعار.
مدير المستشفى البيطري في البصرة رياض محمد يؤكد، “تم منع حركة الحيوانات من وإلى داخل المحافظة خلال فترة انتشار الحمى النزفية في كافة المناطق، وخلال الفترة الأخيرة خفت المرض وقلت الإصابات وعليه وجهنا كتاباً بالسماح بحركة الحيوانات في البصرة، وهناك استغلال من تجار المواشي للأوضاع حتى بعد أن خففنا القيود، يجب أن تكون هناك سيطرة أمنية على الأسعار”.
وارتفاع اللحوم هو جزء من ظاهرة الغلاء السائدة في البلاد، منذ تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الدينار، وعدم قدرة الجهات الرقابية على السيطرة على موجة ارتفاع الاسعار، إذ باتت سيفا مسلطا على رقاب الفقراء.
كثير من المستهلكين لجؤوا الى بدائل للّحوم الحمراء بعد ارتفاع أسعارها، كالدواجن والأسماك، لكنّ ارتفاع الأسعار حاليا شمل البدائل كافة.

تقرير: سعد قصي