UTV – أربيل
إن أردتم تصديق خطورة التغيّر المناخيّ فانظروا إلى العراق.. هكذا حذّر العالم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك.
إلى هذا الحدّ أصبح العراق مثلا يضرب في تدهور الوضع البيئيّ والتحول من الجنان الغنّاء إلى الصحارى الجرداء، بلاد الرافدين، وبحسب التحذير الأمميّ، تشهد حالة طوارئ نتيجة الضرر المتفاقم لتغيّر مناخيّ يدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة.. فيدمّر آمالا وفرصا وأرواحا ومنازل.
المسؤول الأممي روى للعالم كيف أنتج الجفاف والتلوث الشديدان في البصرة أرضا قاحلة ملؤها الغبار، في ظلّ استنزاف إمدادات المياه العذبة بسرعة، بعد أن كانت أشجار النخيل غابات على جوانب القنوات المائية في الماضي.
هو الغبار إذن.. الناجم عن جفاف قاتل، مرحلة تدخلها بلدان ما بعد التصحر لتكون أجواؤها أكثر فتكا من عطش الأحياء.
سنويا يدخل مليونا طنّ تقريبا من الغبار إلى الغلاف الجويّ إثر العواصف الرملية وخصوصا في المناطق الجافة، كردّ فعل أرضيّ على ارتفاع الحرارة الشديد، وغالبا ما تؤدي تلك العواصف إلى تكوين الأعاصير، كما تعطّل وسائل النقل، وتحدّ من ممارسات الإدارة المستدامة للمياه والأراضي.
هذه الوقائع هي أساس تحذير الأمم المتحدة من خطر التغيّر المناخيّ وبلوغ أزمته مرحلة الرعب البيئيّ في عموم الكوكب، والتشديد على ضرورة محاربة ثقافة إفلات “من ينهبون البيئة” من العقاب، والدعوة إلى الاعتراف بـ”الإبادة البيئية” جريمة دولية تتعرض لها بلدان مثل العراق.
العراق مثال حيّ عن كلّ نواقيس الخطر التي تمّ تجاهلها حتى وقع من دون أدنى مقاومة.. لا حاجة إلى مزيد من التحذيرات، فالمستقبل القاتم على الأبواب بالفعل.
تقرير: براء سلمان