حرم النجم نوفاك ديوكوفيتش منافسه دانييل ميدفيديف من دخول التاريخ للمرة الثانية، أمس الأحد، وتغلب الصربي على منافسه الروسي 6-3 و7-6 و6-3 في نهائي بطولة أميركا المفتوحة، ليعادل الرقم القياسي لمارغريت كورت الحاصلة على 24 لقبًا بالبطولات الأربع الكبرى.
وكلل انتصار اللاعب الصربي، الرابع في عشر مباريات نهائية في “فلاشينغ ميدوز”، موسمًا رائعًا آخر له في البطولات الأربع الكبرى عقب فوزه في أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة، كما استعاد صدارة التصنيف العالمي اليوم الإثنين.
وأصبح ديوكوفيتش (36 عامًا) أكبر لاعب سنًا يفوز بلقب فردي الرجال في أميركا المفتوحة بعصر الاحتراف، وأول من يحصد ثلاثة ألقاب من البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد خلال أربع مرات.
الحلم والابنة والدموع
وقال ديوكوفيتش عن لقبه الكبير: “هذا يعني كل شيء بالنسبة لي بالتأكيد، أعيش حلم طفولتي حقًا”.
وأضاف: “دخول تاريخ هذه الرياضة أمر مميز حقًا ومن الصعب وصف ذلك بالكلمات، لقد حلمت في طفولتي حين كنت أبلغ سبع أو ثماني سنوات بأن أصبح أفضل لاعب في العالم”.
وأصبح الحلم حقيقة، حيث جمع ديوكوفيتش ألقابًا أكثر من أي لاعب آخر بالفعل في البطولات الأربع الكبرى، وعادل رقم كورت القياسي على مستوى الرجال والسيدات سويًا.
وبعد حسم لقبه التاريخي قذف مضربه في الهواء وجثا على ركبتيه وسط تشجيع هائل. وصعد للمدرجات ليحتضن ابنته باكيًا ثم نزل ليرتدي قميص “مامبا للأبد” ويحمل الرقم 24.
“كوبي” الصديق
وأراد بهذا القميص تسليط الضوء على رقمه التاريخي بجانب تكريم صديقه الراحل كوبي برايانت نجم كرة السلة الأميركي، وأسطورة لوس أنجلوس لايكرز الذي كان يرتدي نفس الرقم خلال مسيرته اللامعة، قبل وفاته في حادث تحطم مروحية.
وقال ديوكوفيتش: “فكرت في ارتداء هذا القميص إذا نلت فرصة الفوز بالبطولة، كوبي كان صديقًا مقربًا وتحدثنا كثيرًا عن عقلية الفوز. وعندما كنت أعاني من إصابة كان من الأشخاص الذين استندت عليهم كثيرًا، كان حاضرًا دائمًا من أجل الدعم والنصح. لقد فكرت في أن رقم 24 كان يرتديه حين كان أسطورة لايكرز ولكرة السلة العالمية”.
الثأر الصامت
ورغم أنهما من الشخصيات الجذابة في الرياضة لم يحظ ديوكوفيتش أو ميدفيديف بدعم كامل من جماهير نيويورك. ولم تكن الأجواء في استاد آرثر آش بنفس حماس الليلة الماضية في نهائي فردي السيدات، حين فازت الأميركية كوكو جوف باللقب، ولم يبد انحياز الجمهور واضحًا لأي من اللاعبين.
ودخل ديوكوفيتش الملعب برغبة في الثأر من منافسه الروسي الذي حرمه من دخول التاريخ قبل عامين. ففي آخر مواجهة بينهما في أميركا المفتوحة في نهائي 2021 حقق ميدفيديف لقبه الكبير الوحيد ومنع ديوكوفيتش من الهيمنة على كل الألقاب الأربعة الكبرى في عام ميلادي واحد.
ولم يتحدث ديوكوفيتش عن الثأر خلال طريقه إلى النهائي، لكن من المعروف عن اللاعب الصربي تسخير غضبه وتحويل الهزائم إلى دروس مستفادة.
سير المواجهة
وكما كان متوقعًا في مواجهة بين أفضل اثنين بالملاعب الصلبة شهدت كل نقطة تقريبًا تبادلًا طويلًا للكرات من الخط الخلفي، حيث بدأ ديوكوفيتش بضغط على المصنف الثالث وكسر إرساله في أول فرصة في طريقه للتقدم 3-صفر.
وكان هذا الكسر الوحيد الذي احتاجه ديوكوفيتش أمام ميدفيديف الذي بدا باهتًا على نحو مفاجئ ولم يحصل على أي نقطة كسر في المجموعة الأولى.
وخلال ماراثون لمدة ساعة و44 دقيقة في المجموعة الثانية قاتل ميدفيديف أمام ديوكوفيتش المرهق في نقاط طويلة وشاقة، لكن الجهد الوفير من اللاعب الروسي لم يجن ثمارًا حيث عجز عن استغلال الفرص القليلة لكسر الإرسال، ومنها عندما كان متقدمًا 6-5 ليبدد حسم المجموعة الثانية.
وتقدم ميدفيديف 3-1 في الشوط الفاصل، لكنه لم يوجه ضربة قاضية لديوكوفيتش الذي تعافى ليتفوق 7-5.
ولم يهدر اللاعب الصربي وقتًا في المجموعة الأخيرة ليتقدم 3-1، وقاوم ميدفيديف بكسر الإرسال الأول والوحيد له في اللقاء لكن هذا لم يكن كافيًا أمام ديوكوفيتش الذي كسر الإرسال مجددًا وظفر باللقب.